القطط من المخلوقات الساحرة والمميزة في طريقة تواصلها وتعبيرها عن مشاعرها ومزاجها. وعلى الرغم من أنها لا تتحدث لغة البشر إلا أن لديها نظام معقد من لغة الجسد يسمح لها بالتعبير عن مشاعرها ونواياها واحتياجاتها. وبالنسبة لمربي القطط فإن فهم لغة اجسد قططهم الأليفة الجميلة أمر في غاية الأهمية لبناء روابط قوية وضمان راحتهم وسعادتهم وتوفير بيئة مناسبة لهم. في هذه المقالة المفيدة ستقدم لك بت بارن شرحا مفصلا عن سلوك القطط وستكتشف الإشارات والإيماءات المختلفة التي تستخدمها القطط للتعبير عن أفكارها ومشاعرها.
1- لغة الذيل
يعتبر الذيل بالنسبة للقطط مقياس تستخدمه لتعبر من خلاله عن مشاعرها حيث إن وضعية وحركة وشكل ذيلهم يمكن أن يزودك بمعرفة واضحة ودقيقة عن حالتهم المزاجية ومشاعرهم. حيث إن الذيل المسترخي والذي يهز بلطف عادة ما يشير إلى الإحساس بالرضا والاسترخاء. وعلى العكس تماما إن الذيل المنتصب للأعلى يدل على العدوانية أو الخوف. وفي حين أن الذيل الذي يتمرجح بسرعة دليل على الأعجاب والترقب والذيل الملتوي أو المطوي قد يشير إلى الشعور بالتعب والإرهاق. ومن خلال فهم الدلالات والإشارات التي ترمز لها وضعية ذيل وحركته قطتك تستطيع أن تشكل فهم أعمق عن حالتهم المزاجية ومشاعرهم واحاسيسهم وبالتالي تستطيع أن تعالج الوضع في حال كان يتطلب منك التدخل وحل الموضوع.
2- تعابير حركة الأذنين
القطط تستخدم إذنيها بشكل كبير لتعبر من خلالهما عن مزاجها ومستوى إحساسها بالرضا الأمر الذي يساعدك على تكوين فهم عميق لقطتك. فعندما تكون إذني قطتك متجهة للأمام ومائلة قليلا. فهذا يعني أنها في حالة من المراقبة والاهتمام لما يجري في محيطها. في حين أن الأذنين المسطحين بعكس رأسهم من الممكن أن تدل على أنهم يشعرون بالخوف والقلق والعدوانية. وفي حال لاحظت أن أذنيهم تهز أو ترتعش فهذا يدل على أن قطتك تشعر بالاضطراب أو الانزعاج. فمن خلال الانتباه والتركيز وفهم ماذا ترمز حركة الأذنين تستطيع أن تفهم حالتهم المزاجية والنفسية بشكل صحيح.
3- التواصل من خلال لغة العيون
التواصل من خلال نظرات وشكل العيون من أحد وسائل التواصل والتعبير القوية جدا التي تستخدمها القطط لتعبير عن حالتها ومزاجها. فلغة عيون القطط تعرفك على الكثير من الأمور حيث إن حجم بؤبؤ العين والتعبير في نظرتها يمكن أن يعبر عن سلسلة من المشاعر. حيث إن البؤبؤ المتسع غالبا ما يشير إلى أن قطتك تشعر بالتعجب والخوف أو العدوانية. في حين البؤبؤ الضيق قد يشير إلى أن القطة في حالة من الرضا أو أنها في حالة من التركيز على شيء ما. وعلى صعيد أخر فإن الغمز البطيء فهو إشارة إلى الإحساس بالثقة والاسترخاء ومن الجدير بالذكر هنا أن تبادلها الغمز البطيء عندما تكون تنظر إليك وتغمزك ببطء الأمر الذي يؤدي إلى تقوية الرابط بينكما. فمن خلال مراقبة وفهم تعابير العين تستطيع أن تكون فهم لطبيعة مشاعرها وأحاسيسها الأمر الذي يساعدك في طريقة التعامل الصحيحة مع قطتك.
4- وضعية الجسد
إن وضعية جسد القطة قد تكشف عن الكثير من مشاعرهم وحالتهم. فحين تقوم القطة بتقويس ظهرها ويكون فروها مرتفع قليلا عن جسدها وذيلها للأعلى. فعادة ما يدل على أنها تشعر بالتهديد من خطر ما وهي في حالة دفاعية اتجاه هذا الخطر الذي تشعر به. وعلى جهة أخرى فإن وضعية الجسد المسترخية والذيل المتدلي تدل على الإحساس بالراحة والرضا. في حين أن وضعية الجسم المنحنية والمنخفضة قد تكون إشارة على الشعور بالخوف والاستسلام. من خلال مراقبتك لغة الجسد لقطتك الأليفة الجميلة. يساعدك كثيرا في فهم طريقة التعامل وتعديل البيئة المحيطة بهم بما يتناسب مع حالتهم ويضمن سلامة وأمان قطتك.
5- مستوى الصوت ونوعه
صحيح أن لغة الجسد مهمة جدا حيث تستخدمها القطط كوسيلة للتعبير عن حالتها ومشاعرها ألا أن الصوت أيضا يعتبر من الوسائل التي تستخدمها القطط لتعبير من خلالها عن حالتها ومشاعرها وأحاسيسها. حيث إن القطة تستخدم أصوات المواء والخرخرة والهسهسة والهدير وغيرها من الأصوات التي تصدرها لتعبر عن حالتها. وإن كل صوت له حالة خاصة يعبر عنها وينقل إحساس تشعر به القطة مثل الإحساس بالجوع، والسعادة، والتوتر، والعدوانية. لذلك يجب عليك أن تنتبه لنوع الصوت الذي تصدره القطة حدته ونغمته حيث إن فهم الصوت إلى ماذا يرمز يساعدك كثيرا في التواصل مع قطتك وتقوية الرابط بينكما.
6- الإشارات الناتجة عن عوامل اجتماعية وبيئية
القطط من الكائنات العالية الإدراك لمحيطها وتحب التفاعل مع محيطها وفهم كل ما يجري من حولها. ومن الجدير بالذكر أن محيطها يؤثر بشكل كبير بحالتها الشعورية والمزاجية. حيث إن التغيرات في سلوكها مثل تنظيفها المبالغ فيه لنفسها. والاختباء وتجنب مناطق معينة يمكن أن يكون إشارة على التوتر وعدم الإحساس بالراحة اتجاه محيطها. لذلك من المهم لك كمربي لقطة أليفة أن توفر لقطتك الأليفة الجميلة بيئة أمنة ومريحة تلبي كل حاجاتها الجسدية والنفسية والذهنية. فإن فهم سلوكها في كل الحالات الاجتماعية مثل طريقة تفاعلها مع باقي الحيوانات الأليفة والزائرون والضيوف يمكن أن يساعدك في خلق بيئة منسجمة مع حاجات قطتك
ومن خلال مرور الوقت ومراقبتك وفهمك الصحيح للغة جسد قطتك وما تصدره من إشارات تدل على حالتها النفسية والمزاجية جميعها تساعدك في فهم حاجات ومشاعر قطتك بالتالي يمكنك من إيجاد الحلول وخلق الظروف والبيئة التي تناسب قطتك. ولكن يجب عليك أن تتذكر أن لكل قطة لغة جسد خاصة بها ربما قد تختلف قليلا عن غيرها من القطط الأخرى. إن بناء روابط قوية بينك وبينك قطتك الأليفة جميلة أمر يتطلب الصبر والمراقبة والفهم الجيد لسلوكه، ولغة جسدها، واحترام لحدوده، واستقلاليتها. ولكن بفهمك الجيد للمشاعر التي تعبر عنها والتعامل معها بشكل صحيح بما يتناسب مع الموقف يساعد كثيرا في تعميق المشاعر والروابط بينكما.