الزلازل من الظواهر والكوارث الطبيعية الناتجة عن حركة الصفائح تحت سطح الأرض وكانت الزلازل ومازالت مصدرا للخوف والقلق بالنسبة للكثير من البشر وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي يظل توقع حدوث الكوارث الطبيعية وخصوصا الزلازل تحديا غامضا بالنسبة للعلماء والخبراء ومع كل هذا هناك الكثير من القصص المثيرة للاهتمام والدراسات التي أجريت تشير إلى أن الحيوانات عامة والحيوانات الأليفة خاصة قد تمتلك قدرة فريدة على الإحساس المسبق بالنشاط الزلزالي قبل البشر. وفي هذه المقالة ستقدم لك بت بارن أهم الدراسات والتجارب والقصص التي تم تسجيلها.

ومن الجدير بالذكر هنا إن الحيوانات يمكنها توقع حدوث الزلازل ليست بالفكرة الجديدة. فطول المراحل التاريخية السابقة كانت هناك الكثير من الشعوب حول العالم التي تتنبأ بحصول زلزال بناء على ملاحظتها لسلوكيات غريبة و متوترة تصدر عن الحيوانات فبسبب حساسية الحيوانات الكبيرة للتغيرات الطفيفة في البيئة التي تسبق الزلازل يدفعها للتصرف بغرابة و بطريقة غير مألوفة على الإطلاق فالقطط مثلا يمكن أن تختبئ تحت الأثاث و تبدأ بالمواء بطريقة غريبة و متوترة ويمكن للطيور أن تصمت فجأة و من ثم تتصرف بشكل مفاجئ بتوتر و غرابة و أحد أشهر الأمثلة في عام 1975 في مدينة هايتشنغ الصينية قبل حدوث الزلزال المدمر أبلغ السكان عن سلوك غريب للحيوانات بما في ذلك الكلاب المذعورة التي تنبح بطريقة متواصلة و متوترة والقطط التي تقوم بالمواء و الاختباء بالإضافة إلى الثعابين التي خرجت من ثباتها الشتوي وبالتالي أخذت السلطات التحذيرات على محمل الجد و قامت بإجلاء المدينة مما أنقذ الآلاف من الأرواح بالمثل قبل التسونامي و الزلزال في المحيط الهندي عام 2004 كانت هناك تقارير عن سلوك غير طبيعي للحيوانات التي تتصرف بتوتر و غرابة.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يمكن للحيوانات أن تتنبأ حقا بحدوث الزلزال أم أنها مجرد صدف؟ هل هناك حقائق علمية تكشف ذلك وعلى الرغم أن العلماء لايزالون متشككون حول هذه الظاهرة وعلى الرغم من ذلك تتزايد الأدلة إلى أن الحيوانات قد تمتلك حقا حاسة سادسة عندما يتعلق الأمر بالنشاط الزلزالي وأحد النظريات هو أن الحيوانات يمكنها اكتشاف التغيرات الطفيفة في الحقل المغناطيسي للأرض التي تحدث قبل الزلزال. حيث أظهرت الدراسات إلى أن بعض الحيوانات مثل الكلاب والقطط والطيور والأسماك حساسة للحقول المغناطيسية ومن الممكن أن يؤدي الاحتكاك الناجم عن حركة الصفائح الزلزالية إلى تغيير هذه الحقول المغناطيسية مما يثير استجابة لدى الحيوانات

فرضية أخرى تشير إلى أن الحيوانات أكثر توجها للأصوات والاهتزازات الناتجة عن الزلزال والتي قد لا تكون ملحوظة للبشر الكلاب على سبيل لديها سمع حاد ويمكنها اكتشاف الأصوات ذات التردد المنخفض التي تسبق النشاط الزلزالي وبالمثل يعتقد بعض الباحثين أن الحيوانات قد تكون قادرة على اكتشاف التغييرات في مياه الجوف أو عوامل بيئية أخرى مرتبطة بالزلزال

على الرغم من أن هذه النظريات المثيرة لم يتمكن العلماء حتى الآن من إثباتها بشكل قاطع إلا أن الحيوانات يمكن أن تتنبأ بالزلزال بدرجة دقة معينة بينما كانت هناك بعض التجارب الناجحة التي أظهرت قدرة الحيوانات على الإحساس بالنشاط الزلزالي في إطار تجارب مراقبة إلا أن اعتماد هذه النتائج في العالم الحقيقي يبقى تحديا لأن أحد العقبات الرئيسية أمام دراسة سلوك الحيوانات فيما يتعلق بالزلزال هو الطبيعة غير المتنبئة للأحداث الزلزالية . حيث إن الزلازل يمكن أن تحدث بشكل متقطع وبدون تحذير مما يجعل من الصعب ملاحظة سلوك الحيوانات في الوقت الفعلي.

ومع ذلك يواصل الباحثون دراسة هذه الظاهرة على أمل كشف أسرار قدرة الحيوانات على توقع الزلزال. في السنوات الأخيرة تم بذل جهود لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل تتبع نظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية ومراقبة سلوك الحيوانات، ولجمع البيانات حول سلوك الحيوانات وخاصة الكلاب والقطط قبل وأثناء الزلزال. وعلى الرغم من أن فكرة الحيوانات يمكن أن تتنبأ بالزلازل قد تبدو غريبة وغير منطقية لبعض الناس إلا أنه يجدر الأخذ بعين الاعتبار إلى الكثير من الدراسات والتجارب التي تثبت صحة قدرة الكلاب والقطط والحيوانات عامة على التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه سواء كانت الكلاب والقطط تتمتع بالقدرة والحاسة السادسة للتنبؤ بالزلزال فإن قدرتها على اكتشاف التغيرات الدقيقة في البيئة تعتبر تذكيرا بالترابط الديناميكي بين جميع الكائنات الحية على كوكبنا المليء بالظواهر والأمور التي تدعوك للتفكير و التأمل.

في هذه الأثناء قد يجد أصحاب الحيوانات الأليفة الراحة في الفكرة بأن رفاقهم الأليفين قد يوفرون علامة تحذير مبكرة في حالة حدوث الزلزال سواء كان ذلك من خلال حواسهم الحادة أو غريزتهم أو ببساطة بسبب قدرتهم على الإدراك والإحساس بمحيطهم وحواسهم الحادة. فإن الحيوانات مازالت تثير الدهشة والإعجاب بقدرتها الغامضة ومع محاولتنا لفك رموز العالم الطبيعي ربما ستستمر حيواناتنا الأليفة الجميلة في أداء دورها كأصدقاء أوفياء وحراس صامتين وحريصين يراقبونا بطرق خاصة بهم قد لا نفهما في الكثير من الأحيان.

في ختام مقالتنا بينما يظل السؤال حول ما إذا كانت الحيوانات الأليفة يمكن أن تتنبأ بالزلزال بدون إجابة نهائية دقيقة على الرغم من كل التجارب و الدراسات و الأدلة و التجارب و القصص الشخصية التي تشير إلى أنها قد تمتلك بالفعل قدرات فريدة اتجاه الظواهر الزلزالية و مع استمرار تطور فهمنا لسلوك الحيوانات و جيولوجيا الأرض من الضروري الحفاظ على عقل منفتح و مرن و استكشاف العلاقة الرائعة بين الحيوانات و الظواهر الطبيعية سواء كان ذلك من خلال البحث العلمي الدقيق و المتقدم أو من خلال التجارب و الملاحظات الشخصية مع حيواناتنا الأليفة فإن غموض طبيعة حيواتنا الأليفة و قدرتها على الإحساس و التنبؤ بالزلزال هو موضوع يثير اهتمام الكثيرين حول العالم و يدعو للمزيد من الاستقصاء و البحث و التفكير و الـتأمل بينما نتعمق أكثر في تعقيدات العالم الطبيعي قد نجد أن إجابات بعض أسئلتنا الأكثر إلحاحا لا تكمن فقط في ميادين العلم و التكنولوجيا ولكن تكمن بشكل كبير في سلوكيات و قدرات و غرائز حيواناتنا الأليفة و غيرها من المخلوقات التي نشاركها كوكبنا المدهش و في مجرى الحياة المتسارع و المعقد قد يكمن المفتاح لكشف أسرار الزلازل في الهمسات الصامتة للحيوانات من حولنا و التي تنغمس دائما في إيقاعات و حركات الأرض تحت أقدامنا.