إن تربية حيوان أليف في المنزل قد تكون من أكثر التجارب روعة ومتعة يمكن للإنسان أن يعيشها سواء اخترت أن تربي كلب أليف نشيط جميل أم اخترت قطة جميلة فضولية. فالكلب والقطط على اختلاف أنواعها وسلالتها تبعث الفرح والنشاط في حياة مربيها وتمنحهم الإحساس بالصداقة الحقيقة القوية. ولكن من الجدير بالذكر هنا أنه يوجد الكثير من الأشخاص يشعرون بالتشتت بين جمال وسحر القطط الذي لا يقاوم ووفاء وصحبة الكلاب الممتعة المليئة بالمغامرات وفي كثير من الأحيان قد يرغبون في اقتناء الإثنين معا في نفس المنزل. ولكن الفكرة القديمة المتداولة عن عدم الانسجام بين القطط والكلاب يشكل نقاشا حدا بين محبي الحيوانات الأليفة على مر العصور. فبينما يقول البعض بأن القطط والكلاب أعداء بطبيعتهم. يعتقد البعض الأخر أنه مع التقديم والتعارف الصحيح والتعامل المناسب والتدريب يمكن أن يصبحوا أفضل الأصدقاء. لذلك فإن بت بارن في هذه المقالة ستقدم لك شرحا مفصلا عن طبيعة العلاقة بين الكلاب والقطط وهل هي حقا علاقة قابلة للتطور والانسجام. وهل يمكن للأشخاص الذين يحبون الكلاب والقطط معا أن يقتنوا كلبا وقطة في منزل واحد؟

ولكن قبل التعمق في تفاصيل دمج القطط والكلاب في نفس المنزل. من الضروري جدا فهم طبيعة العلاقة بينهم. حيث إن لكل من الكلاب والقطط أنماط اتصال متميزة وغريزة للتملك والسيادة وسلوكيات اجتماعية مختلفة والتي يمكن أن تؤثر على تفاعلهما مع بعضهما البعض. الكلاب غالبا ما تكون حيوانات اجتماعية تحب الصداقات والتفاعل مع الأخرين وتستمتع بالمشاركة في الأنشطة الترفيهية والألعاب. ومن ناحية أخرى القطط كائنات مستقلة لديها مساحتها الشخصية الخاصة وقد تحتاج إلى وقت للتأقلم مع رفاق جدد وفهم هذه الفروق الأساسية هو الخطوة الأولى نحو توفير بيئة متناغمة ومناسبة لتربية قطة وكلب معا في نفس المنزل.

العوامل التي يجب مراعاتها:

عند التفكير في اقتناء كلب وقطة ليعيشا معك تحت سقف واحد. هناك عدة عوامل يجب أن تأخذها بعين الاعتبار والتي تتطلب اهتماما دقيقا:

1. الطباع والشخصية:

كل حيوان أليف لديه طباعه وشخصيته التي تميزه حتى بين أبناء فصيلته. لذلك من المهم جدا كمربي لحيوان أليف وقبل إحضار حيوان أليف جديد للمنزل قم بالنظر في كيفية استجابة حيوانك الحالي لفكرة إدخال حيوان أليف أخر للعيش معهم في نفس المنزل. حيث إن بعض أنواع القطط والكلاب أكثر قبولا لبعضهما البعض بشكل طبيعي بينما قد يحتاج آخرون إلى الوقت والصبر للتكيف والانسجام مع وجود شريك جديد معهم في المنزل.

2. التقديم والتعارف الصحيح:

من الضروري هنا تقديم وتعريف القطط والكلاب لبعضهما البعض بشكل تدريجي وفي بيئة مراقبة حيث يمكن أن تسمح لهم بالتعرف على روائح وأصوات بعضهم البعض قبل البدء بالتفاعل المباشر. واحرص على مراقبة تفاعلاتهم عن كثب وخاصة خلال المراحل الأولى.

3. التدريب والمشاركة:

من المهم جدا هنا اعتماد أسلوب التدريب والاجتماع على سبيل المثال عندما تقوم بتدريب كلبك على الاستجابة لبعض الأوامر كالوقوف والجري والمشي والتقاط الأشياء وتشجع قطتك على التفاعل الإيجابي معه وتسمح لها بمراقبته كيف يتصرف ويستجيب ومن المهم هنا أن توفر لقطتك مكان مناسب تأوي إليه في حال أرهقتها الفكرة وأشعرتها بالتوتر.

4. احترام الحدود الفردية:

من الأمور التي يجب أن تعرفها في حال كنت تنوي تربية كلب وقطة هو أن للقطط والكلاب أنماط وأساليب تواصل متباينة وحدود مختلفة بينما قد يكون الكلب أكثر ميلا للعب ولفت الانتباه والنشاط والحركة بالتالي يجب تدريبه على احترام حدود ومساحة القطة التي تشاركه المنزل ومن المهم أيضا التأكد من أنه يشعر بالأمان والراحة في بيئته.

5. إثراء البيئة:

من المهم جدا أن تقدم لحيواناتك الأليفة بيئة غنية بالألعاب المناسبة لكل منهما كالأعمدة والألعاب التفاعلية الخاصة بالكلاب والقطط ومناطق الراحة الدافئة في أيام البرد والتكييف والتبريد في أيام الصيف الحار حيث إن البيئة الغنية بالألعاب التفاعلية تساعد على التحفيز الذهني والجسدي ويساعد في منع الملل و تقليل احتمالية الصراعات بين الحيوانات الألفية التي تعيش في نفس المنزل.

6. الصبر والتفهم:

إن بناء صداقة وعلاقة متناغمة بين القطط والكلاب يتطلب الوقت والصبر والفهم الواعي لاحتياجات وطباع كل منهما. ومن الجدير بالذكر هنا أن تكون مستعد للانتكاسات والتحديات خلال مرحلة التدريب والتكييف هذه ولا تنسى أبدا أن تحتفل بالانتصارات الصغيرة والبسيطة خلال رحلة التعليم هذه والتشجيع وتحفيز كلبك وقطتك على التفاعل وتكريس فكرة المشاعر الإيجابية وتعزيز الصداقة بينهما والتعايش بسلام.

التعارف التدريجي:

قم بتقديم وتعريف قطتك وكلبك على بعضهما البعض بطريقة تدريجية مما يتيح لهم التعرف على بعضهما بوتيرة خاصة بهم. ومن الممكن هنا أن تستخدم أسلوب تبادل الروائح عن طريق تبادل الفراش أو الألعاب بين الحيوانات الألفية بطريقة لا يلاحظون بها عملية التبديل لتعودهم على رائحة بعضهما البعض قبل التفاعل المباشر

1. التعزيز الإيجابي:

شجع التفاعلات الإيجابية بين قطتك وكلبك عن طريق مكافأة السلوكيات المرغوبة بالمكافآت والثناء والتشجيع ولتأسيس روابط إيجابية يمكن تقديم المكافآت والطعام في الوقت الذي يتشاركان في اللعب والتفاعل معا.

2. توفير الأماكن الآمنة:

من المهم جدا أن تقدم لكلبك وقطتك المكان المناسب والمخصص له ليشعر فيه بالراحة والأمان. بالنسبة لقطتك فكرة توفير مكانا رأسيا جيدة جدا كأن تقدم لها جدار القطة وشجرة القطة بحيث يمكن أن تلجأ لهذه الأماكن لتسترخي وتراقب محيطها وخصوصا عندما تشعر بالإجهاد أو الضغط. وعلى نفس النحو قم بإنشاء مكان مخصص لكلبك بحيث يمكن له الاسترخاء فيه بدون إزعاج القطة

3. المراقبة:

كن دائما حاضرا خلال التفاعلات الأولية بين قطتك وكلبك وخصوصا خلال الأيام أو الأسابيع الأولى عندما يتعرفون على بعضهم البعض كن حذرا بشأن لغة الجسد التي يستخدمها كل منهما فالذيل المرتفع لا يعني دائما السعادة والانسجام وشعر القطة المرتفع قد يشير إلى الانزعاج

4. التدريب والتعليم:

من المهم جدا اتباع أسلوب التدريب والتعليم مع حيوانك الأليف وخصوصا الكلاب يجب أن تدربه على الاستجابة لأوامر الجلوس والبقاء، والوقوف، والمشي، والجري. هذا لا يضمن سلامة الحيوانات الأليفة على حد سواء، ولكن أيضا يؤسس لك كرئيس عليهم ويعزز شعورهم بالنظام

5. مناطق تغذية مختلفة:

غالبا ما تكون لدى القطط والكلاب متطلبات غذائية وعادات تغذية مختلفة ومن الجدير بالذكر أن طعام القطط مختلف عن طعام الكلاب لذلك من الضروري توفير أماكن تغذية منفصلة لمنع أي نزاعات محتملة بشأن الطعام كما أن هذا الأمر يتيح لقطتك الأكل بسلام دون تطفل ومراقبة صديقها الكلب الأليف.

6. صندوق الرمل

حافظ على صندوق الرمل في مكان آمن وهادئ حيث يمكن لقطتك استخدامه دون أن تشعر بالضعف ولكي تجنب الكلاب الفضولية من محاولة الاقتراب وشم وتعرف ما يجري أو حتى تناول فضلات القطط. لذا يمكن أن تكون اتخاذ تدابير وقائية مثل وضع صندوق الرمل في منطقة معزولة او ضمن حاملة القطط

7. وقت اللعب:

خصص وقت للعب قطتك وكلبك معا تحت إشرافك. ولتجعل وقت اللعب هذا نوعي من الممكن أن تستخدم الألعاب التفاعلية مما يعزز الشعور بالمتعة و المشاركة و يجب أن تكون الألعاب التفاعلية التي تختارها تناسبهما و تلبي احتياجاتهما و احرص دائما خلال وقت اللعب إلى تفادي التصادم بينهما أو اللعب العنيف و المطاردة.

الطريق نحو الصداقة والانسجام بين كلبك وقطتك:

بناء رابط قوي بين الكلاب والقطط هو عملية تدريجية تتطلب الصبر والمثابرة في حين قد تطلب الفترات الأولى من التعارف توخي الحذر بسبب الفضول والتوتر بينهما، ولكن مع مرور القليل من الوقت ستلاحظ تطور علاقات وصداقات بين القطط والكلاب وفيما يلي بعض العلامات التي تدل على أن حيواناتك الأليفة في طريقها لتكون صداقات متينة وقوية:

1. التنظيف المتبادل:

قد تقوم القطط والكلاب في التنظيف المتبادل كعلامة على القبول والتلاحم وإذا لاحظت أن قطتك وكلبك يلعقان بعضهما البعض أو يشتركان في جلسة تنظيف فهذا مؤشر إيجابي على صداقتهما القوية.

2. العيش المشترك براحة:

كلما اعتادت حيواناتك الأليفة على بعضهما البعض أكثر ستلاحظها تشترك في المساحات دون توتر قد تتعلم الكلاب احترام مساحة القطط وقد تصبح القطط أكثر تسامحا وتكييفا مع وجود الكلاب

3. اللعب والتفاعل:

إن التفاعلات اللعوبة مثل مطاردة بعضهما البعض (بطريقة ودية وغير تهديدية) أو المشاركة في اللعب اللطيف هي علامة إيجابية حيث إن هذه الأنشطة تشير إلى أن الحيوانات الأليفة منسجمة وتشعر بالراحة مع بعضها البعض وتستمتع باللعب وقضاء الوقت مع بعضهما.

4. الاسترخاء معا:

مشاهدة قطتك وكلبك وهما نائمان أو مسترخيان بالقرب مع بعضهما البعض هو دليل قوي على أنهما يشعران بالأمان والراحة بوجودهما مع بعضهما البعض. إن هذا المستوى من الراحة هو بمثابة إثبات لنجاح عملية اندماجهما.

مواجهة التحديات

على الرغم من أن العديد من الأسر التي قامت بتربية قطة وكلب معا في نفس المنزل نجحت في ذلك، ولكن من المهم الاعتراف بأنك قد تواجه العديد من التحديات والمشاكل وفيما يلي بعض المشكلات الشائعة وطرق معالجتها والتعامل معه

1. نزعة الملكية والسيطرة:

القطط بطبيعتها من الحيوانات المستقلة والتي تحب فرض سيطرتها على المكان وبالتالي يمكن أن يثير إدخال حيوان أليف آخر غريزة السيطرة والسيادة على المساحات الخاصة بها بالتالي من المهم هنا أن تقوم بتوسيع مساحاتهم الخاصة وتخصيص مكان للطعام والعزلة بعيد عن مكان الأخر.

2. الدافع للصيد:

قد تكون الكلاب خاصة تلك التي تمتلكك دافعا قويا للصيد ميالة إلى مطاردة أو إزعاج القطط ومن الضروري تدريب الكلب على السيطرة على نزواته والسيطرة على أي سلوك قد يسبب إجهاد أو ضررا وتوترا للقطط

3. الإجهاد والقلق:

التغيرات في روتين المنزل قد تؤدي على الإجهاد والقلق لدى القطط والكلاب راقب سلوكهم عن كثب وإذا استمرت علامات الإجهاد فاستشر الطبيب البيطري أو خبير السلوك الحيواني المختص بسلوك الحيوانات وكيفية التعامل مع المشكلات السلوكية.

4. الاعتبارات الصحية:

الالتزام بالفحوصات البيطرية الدورية لكل من كلبك وقطتك أمر مهم وضروري لضمان صحة ورفاهية الحيوانات الأليفة يجب التأكد من أخذ التطعيمات ومكافحة الطفيليات والالتزام بالتدابير الوقائية ضد المشاكل الشائعة

في ختام مقالتنا فإن إمكانية وجود القطط والكلاب يعيشان معا في نفس المنزل ليست مجرد أمر قابل للتحقيق، ولكن يمكن أن يؤدي إلى علاقات صداقة جميلة ومغامرات رائعة وأجواء من الفرح لكل من الحيوانات الأليفة وأصحابها. من خلال فهم واحترام الاحتياجات السلوكية الفردية للقطط والكلاب ومن خلال تنفيذ الخطوات بطريقة تدريجية ومتأنية والتدريب المستمر بالإضافة إلى توفير بيئة متناغمة وإيجابية لعدة حيوانات أليفة في المنزل. وتذكر دائما أن كل علاقة بين قطة وكلب تعتبر علاقة مميزة وفريدة من نوعها وما قد ينفع مع كلبك وقطتك قد لا ينفع مع كلاب وقطط أخرى. تحلى بالصبر دائما واحتفل بالانتصارات الصغيرة واستمتع بهذه التجربة بينما تتجاوز حيواناتك الأليفة المراحل المختلفة من التعارف المحترس إلى مرحلة الأصدقاء المخلصين. ومع الوقت والتفاني والمحبة والدعم التي تقدمها لحيواناتك الأليفة بالتالي يصبح منزلك ملاذا حيث تتقاسم القطط والكلاب حياتهم بسعادة مما يكون الكثير من التجارب والذكريات التي لا تنسى لك ولهم ولعائلتك.