الرابط العاطفي العميق الذي لا يمكن وصفة بين الأطفال والكلاب هو دليل واضح على التأثير العميق الناتج عن تربية الأطفال وترعرعهم في بيئة تربي الكلاب. حيث يوجد الكثير من الألعاب والأنشطة ليمارسها الطفل مع الكلب كلعبة رمي الشيء واحضاره أو الجري حول المنزل وفي الجوار والكثير من الأنشطة الأخرى التي تجعل طفلك يتحرك ويحافظ على نشاطه وصحته. بالإضافة إلى أن السنوات الأولى من حياة طفلك سيكتسب فيها الكثير من الدروس التي سيتعلمها من تفاعله وعيشه مع الكلاب الأليفة في نفس المنزل والتي ستؤثر في بناء شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه وجعله شخص ذو إحساس بالمسؤولية. في هذه المقالة المفيدة ستقوم بت بارن بشرح مفصل وعميق للفوائد المتعددة لتربية الأطفال جنبا إلى جنب مع الكلاب مستعرضة الدروس المتنوعة والمُستفادة والحب الكبير والغير مشروط.

1. الصداقة والنمو العاطفي:

الصداقة التي تقدمها الكلاب للأطفال لا تقل أبدا عن الصداقة الحقيقة والصادقة بين البشر. فالكلاب كائنات مُستمعة وتنصت بشكل جيد حيث إنها توفر مساحة آمنة للأطفال للتعبير عن أنفسهم دون خوف من ردة الفعل أو الانتقاد. حيث إن هذا التواصل العاطفي بين الكلب الأليف والطفل يشكل أساسا مهما لتطور ونمو الطفل عاطفيا كما ويعزز فيه العطف والشفقة والفهم العميق للعلاقات وبالإضافة إلى تعزيز قدرة الأطفال على تجاوز التحديات والمتاعب التي قد تواجههم في الطفولة. بحيث يصبح وجود صديقهم الأليف الجميل مصدرا للراحة والمرح والدعم العاطفي وكل هذه الأمور ترسخ أسس التطور والنضج العاطفي السليم عند الطفل.

2. المسؤولية والالتزام

العناية بالكلب الأليف هي مسؤولية تتجاوز فكرة الحماس الأولي لاستقبال عضو جديد في العائلة. من التغذية والاهتمام بنظافة فروه وتمشيطة والالتزام بمواعيد وجباته والنزهات اليومية ووقت اللعب. بالتالي فهنا يُطلب من الأطفال أداء مهام يومية تعلمهم الالتزام والاستمرارية وإدارة الوقت وأهمية احترام حاجات الأخرين. كل هذه المهام تشكل دروس لا تقدر بثمن حين يكبر الأطفال ليصبحوا أفراد ذو إحساس بالمسؤولية. حيث إن الشعور بالواجب الذي يتم تنميته بطفلك منذ الصغر من خلال امتلاك وتربية كلب الأليف تساعد في فهم الطفل للالتزام المطلوب في رعاية العلاقات والمسؤوليات.

3. النشاط البدني واللعب في الهواء الطلق:

الكلاب بطبيعتها تعشق الأنشطة في الهواء الطلق. حيث تشكل طاقتها اللامتناهية حافزا للأطفال على اللعب والحركة والنشاط الجسدي كالجري والقفز. سواء كان ذلك من خلال لعبة رمي الشيء واحضاره أو الجري في الفناء الخلفي أو من خلال جولة هادئة في الحي أو في الحديقة. حيث إن النشاط البدني المرتبط برعاية وتربية كلب يشكل نمط حياة صحي ونشيط لكل من الطفل والحيوان الأليف. حيث إن هذا الوقت المشترك في الهواء الطلق لا يسهم فقط في تعزيز الصحة البدينة فقط، بل يعزز الرابط بين الطفل وكلبه الأليف الجميل مخلفا الكثير من ذكريات جميلة والكثير من أوقات المرح والفرح والضحك.

4. التعاطف وفهم لغة الجسد:

يتواصل الكلاب بشكل رئيسي من خلال لغة الجسد وهذا يوفر درسا لا يقدر بثمن وتجربة لا مثيل لها للأطفال حيث يتعلمون فهم التواصل غير اللفظي والتفكير وتحليل الأمور والتعاطف والتفهم لحالة الكلب الأليف، فالطفل هنا يتعلم التعرف على مشاعر واحتياجات الكلب وبالتالي يٌعزز الذكاء العاطفي عند الطفل. مما يساعدهم في أن يكونوا أكثر وعيا ونضوجا في تفهم مشاعر الأخرين والتعامل معها. حيث إن إيجابيات هذه التجربة تتجاوز فكرة فهم لغة الجسد والتفاعل مع الحيوانات الأليفة وتصبح أساسا لبناء اتصالات ذات مغزى أخر مع أقرانهم من البشر وفهم تفاصيل العلاقات البشرية بشكل أوضح

5. ابناء الثقة بالنفس وتعزيز الاحترام الذاتي

الحب غير المشروط الذي تمنحه الكلاب للأطفال يخلق بيئة أمنه للأطفال تساعدهم ببناء الثقة بالنفس في عالم يواجه في الأطفال غالبا التقييم والمقارنة وتسمح لهم طبيعة الصداقة بينهم وبين الكلاب بأن يكونوا شخصيتهم بالطريقة التي تناسبهم بدون الخوف من الانتقاد. ويترجم هذا القبول الذاتي الذي يكتسبه الطفل إلى احترام ذاتي سليم حيث يعيش الأطفال فكرة أن يكونوا محبوبين كما هم بدون الحاجة لبذل الجهد مما يعزز من الصورة الإيجابية عن الذات في مختلف مراحل النمو والبلوغ.

6. تعلم الاحترام للطبيعة والكائنات الحية

تشكل تجربة رعاية حيوان أليف من قبل الأطفال أساسا راسخا في شخصية الطفل يعلمه احترام الطبيعة وجميع الكائنات الحية. ويفهم الطفل احتياجات الحيوانات وأهمية اللطف والرفق في التعامل مع الكائنات الحية وإن هذه التجربة التي يعيشها الطفل في مرحلة حياته المبكرة تجعل منه شخص ذو إحساس بالمسؤولية وتعلمه أيضا الرفق بالحيوان بالتالي تجعل منه شخصا مدركا ورحيما في المجتمع مع تزايد شعوره بالوعي للبيئة والكائنات عموما وتقدير الارتباط بين جميع الكائنات الحية.

7. تقليل الضغط وتقديم الدعم العاطفي:

أظهرت الكثير من الدراسات أن وجود الكلاب في المنزل ونمو طفلك في منزل يُربى فيه الكلاب يمكن أن يقلل من مستويات التوتر والقلق بشكل كبير ليس فقط للكبار، بل للصغار أيضا. يعتبر نمو الطفل مع كلب أليف في المنزل مصدرا ثابتا للراحة والدعم العاطفي له وخاصة خلال الفترات الصعبة كما وارتبط فعل مداعبة الكلاب الأليفة بإطلاق هرمون الأوكسيتوسين المعروف باسم هرمون الحب مع تعزيز الإحساس بالهدوء والراحة النفسية وتصبح هذه الآلية الطبيعية أسلوب فعال للأطفال لتخفيف من إحساسهم بالتوتر والقلق خلال فترة التحديات والمصاعب التي قد يعاني منها في مرحلة النمو والمراهقة.

خلال مرحلة الطفولة والتي تعتبر من المراحل العمرية التي تتطلب الكثير من الجهد والصبر والعاطفة في التعامل مع طفلك هنا تأتي فكرة تربية كلب أليف في المنزل إلى جانب طفلك فكرة فعالة وذات تأثيرات إيجابية كبيرة جدا فهذه الإيجابيات تتجاوز فكرة تسلية وترفيه طفلك، بل لها أثار كبيرة كتعزيز التنمية العاطفية والإحساس بالمسؤولية إلى بناء الثقة والتعاطف واحترام الذات واحترام الكائنات الأخرى. حيث تترك الدروس المُستفادة والحب المشترك والغير مشروط مع صديقه كلبه الأليف الجميل تجربة فريدة ومجزية في تكوين شخصية سليمة وإيجابية للطفل فضلا عن النشاط البدني والتمارين التي سيقوم بهم طفلك مع كلبه الأليف الجميل. ونحن كآباء ومربي لكلاب أليفة ومقدمي الرعاية سنلاحظ التأثير والفرق الكبير في شخصية الطفل بعد رعايته لكلب أليف ومدى تأثير الرابط العميق بينهما في شخصية الطفل فمن خلال التحديات والتجارب الجميلة التي يعيشها طفلك مع الكلب الأليف تساهم في جعله شخصية مسؤولة إيجابية متصالح مع نفسه