إن فكرة إدخال قطة جديدة إلى منزلك إلى جانب قطتك التي تربيها فكرة مثيرة و جميلة و تشعرك بالحماس ولكن في نفس الوقت هذه الفكرة حساسة و دقيقة و يتطلب تنفيذها اتباع خطوات معينة. لأن القطط بطبيعتها كائنات شديدة الحساسية و أي تغير يطرأ على بيئتها يشعرها بالقلق و التوتر بالتالي قد لا تنسجم مع القطة الجيدة التي ستشاركها المكان ولكن بالتخطيط الجيد والصبر يمكن لك أنت كمربي ومحب للقطط أن تكون علاقة صداقة متناغمة بينهما.وفي هذه المقالة ستقدم لك بت بارن بعض النصائح الأساسية لجعل عملية التعارف بين قطتك و القطة الصغيرة الجديدة أكثر سلاسة و سهولة. مما يضمن أسسا قوية لروابطهما على المدى الطويل.
1- التعارف التدريجي
من أحد الخطوات الهامة في تعريف قطتك على قطة أخرى صغيرة هي القيام بتعريفهما على بعض بطريقة التعرف التدريجي و أن يتم التعرف ببطئ و بشكل تدريجي مدروس.فالقطط بطبيعتها من الكائنات التي تحب الروتين و الاستقلالية و لا تحب فكرة المشاركة. وبالتالي فإن أي تغير يطرأ على بيئتها يشعرها بالقلق و التوتر والذي بدوره يعيق سيرعملية تعريفها على القطة الجديدة. حيث يمكننا البدء هنا كمرحلة أولية أن تقوم بوضع القطة الصغيرة الجديدة في غرفة منفصلة عن المنزل لتتعود قطتك على رائحة القطة الصغيرة الجديدة و على وجودها في المنزل و البدء بهذه الخطوة كمرحلة أولى أمر في غاية الأهمية. ومن ثم تقوم بخطوة تسمى خطوة تبديل الروائح حيث تقوم بتبديل المفروشات التي تستخدمها كل قطة ببعضهما أو ببساطة أن تجلب قطعتا قماش و تفرك كل قطة بقطعة قماش ثم تقوم بتبدل قطع القماش ببعضها و تضع بجانب كل قطة قطعة القماش التي علقت عليها رائحة القطة الأخرى. هذه الخطوة تساعدهم على أن يصبحوا مألوفين برائحة بعضهم البعض قبل التفاعل المباشر. فهذه الطريقة في التعارف التدريجي تساعدهما في التقليل من التوتر و القلق و يمنحهم الوقت الكافي للتعارف.
2- التعارف المرئي
بمجرد أن تصبح كلتا القطتتان مرتاحتان لرائحتا بعضهما البعض يمكننا أن ننتقل إلى المرحلة التالية و هي مرحلة التعارف المرئي. حيث يمكن أن تفتح باب القطة في الغرفة الأخرى ليتمكنا من رؤية بعضهما البعض بشكل مباشر و لو من مسافة بعيدة نوعا ما. قم بمراقبة سلوكهم عن كثب خلال هذه المرحلة وفي حال لاحظت أي علامات تدل على العدوانية والتوتر قم بفصلهما عن بعضهما و أعد المحاولة في وقت لاحق.و زد تدريجيا مدة الجلسات المرئية بينهما بحيث تصبح القطط أكثر استرخاء و فضولا اتجاه بعضهما البعض و بحيث يصبح الاهتمام بينهما يأخذ طابع إيجابي.
3- التعزيز الإيجابي:
يلعب التعزيز الايجابي دورا مهما جدا في عملية التعارف هذه. ويمكن أن تقدم المكافأت كالألعاب أو طعامهم المفضل أو الربت عليهم بلطف لتعزيز السلوك الإيجابي لديهما. على سبيل المثال عندما تقتربان من بعضهما البعض بدون عداء و هم ينظرون لبعضهما بفضول من مسافة قم بمكافأتهم و مداعبتهم بلطف. لأن فكرة ربط و جود القط الأخر بتجارب سارة سيساعد في بناء روابط إيجابية و تقليل القلق. واحرص على أن تحصل كل قطة بشكل فردي على الاهتمام و المحبة لتجنب شعور الغيرة بينهما و لتشعرهم بأهميتهم بحياتك.
4- التعارف الجسدي القريب
بعد التعرف المرئي الناجح. يكون قد حان الوقت للانتقال إلى المرحلة التالية وهي التعارف الجسدي القريب حيث يمكن أن تسمح لهم بالتفاعل القريب بإشرافك ومراقبتك. ولكن يجب عليك أن تختار مكانا محايدا بحيث لا تشعر أي قطة بأن المكان من ضمن ممتلاكاتها و تحت سيطرتها. فهذه الخطوة تقلل من حالة الصراع على المكان الذي غالبا ما تنشأ بين القطط. كما يجب أن تجعل فترة لقاء التفاعل الأولي هذا قصيرا و تحت إشرافك. كما يجب أن تسمح لكل قطة بالاستكشاف و التفاعل في المكان بطريقتها الخاصة. وكن مستعدا لفصلهما في حال تصاعد التوتر بينهما. و احرص في المرات القادمة على زيادة طول مدة جلسة التعارف و التفاعل هذه إلى إن تصل إلى النتيجة المرجوة و يصبحون أكثر ارتياحا مع بعضهم البعض. ونعيد و نذكر لأهمية بقائك مراقبا و متيقظا خلال جلسة التعارف هذه لمنع أي سلوكيات عدوانية أو ضرر محتمل.
5- توفير أدوات خاصة لكل قطة
منعا لحدوث الصرعات و المشاكل بينهما احرص على توفير أدوات ومعدات خاصة بكل قطة على سبيل المثال أن تجعل لكل قطة صندوق الرمل الخاص بها وأن يكون لكل قطة مكان مخصص لراحة منعزل عن مكان القطة الأخرى.و أن يكون لكل قطة وعاء الطعام الخاص بها.بقيامك لمثل هذه الأمور فإنك تجعل كل قطة تشعر بالراحة و الاسترخاء و مما يتيح لكل قطة الشعور بالأمان في مساحتها الخاصة و خصوصا أن القطط كائنات بطبعها تحب الاستقلالية و التفرد و لا تحبذ فكرة المشاركة كثيرا.و احرص على قدرة كل قطة على الوصول لمكانها و استخدامها لأدواتها بسهولة و راحة. كل هذه الأمور تساعد القطط بالشعور بالاستقلالية و يقلل من التوتربينهما لحد بعيد.
6- الوقت و الصبر
أن عملية تعريف قطتين على بعضهما البعض أمر يتطلب الوقت و الصبر وخصوصا في حال كانت إحدى القطط بالغة و القطة الأخرى صغيرة. ومن الجدير بالذكر هنا أنه في بعض الحالات قد تنسجم القطط بسرعة بعد وقت قصير. في حين قد يستغرق الأمر عند بعض القطط الأخرى وقتا أطول قد يكون لأسابيع و من الممكن أن يصل لشهور لتتعود كل قطة على وجود القطة الأخرى و التعايش واالتناغم معها. و من الجدير بالذكرهنا أنه لا يجب عليك أن تقوم بتسريع خطوات عملية التعارف هذه فقد تؤدي إلى حدوث عثرات و ترفع من مستويات القلق و بالتالي تحصل على نتائج عكسية و غيرمرجوة. ومن جهة أخرى يجب أن تكون صبورا و مستعدا لتعثرات و لخيبات الأمل في بعض الأحيان. واحرص على أن توفر لكل قطة مساحة أمنة خاصة بها يمكنها الانسحاب واللجوءإليها عند حاجتها للعزلة و الاستقلالية والانفراد بنفسها. و فعليا الصبر هو العامل الأساسي في مرحلة التعارف و التكيف فبإسلوبك المبني على التفهم والصبر تسمح لهم بوضع حدود وبناء الثقة و القبول تدريجيا.
إن عملية تعريف قطتك المقيمة في منزلك على قطة أخرى جديدة لتشاركها المنزل وخصوصا في حال كانت القطة الجديدة قطة صغيرة بالسن أمرا يتطلب الصبر والوقت والتخطيط الدقيق. ولكن من خلال النصائح التي تقدمها لك بت بت بارن والتي تساعدك في تعزيز العلاقة الصحيحة وبناء رابط قوي بينهما. و نعود ونذكرك في ختام مقالتنا المفيدة هذه إلى أن كل قطة فريدة بطباعها و مختلفة عن غيرها. و قد تختلف عملية التكيف هذه بين قطة و أخرى ولكن بالصبر و التفهم و الحب يمكن لقطتك و القطة الجديدة أن ينسجما مع بعضهما و يكونان رابط قوي ويصبحان صديقان مقربان يضفيان المزيد من الفرح و السرور والسلام لحياتك