من أكثر التجارب الرائعة والجميلة التي يمكن أن يعيشها الإنسان هي تربيته لكلب أليف في المنزل. فالكلاب تمنح مربيها الفرح وتجعل حياتهم أكثر بهجة وسعادة وتبادلهم الحب غير المشروط. ومن المعروف عن الكلاب أنها سرعان ما تصبح أعضاء محبوبين ومقربين بين أفراد الأسر التي تربي كلاب. وبصفتك مربي لكلب أليف ذو إحساس بالمسؤولية فمن الواجب عليك أن تقدم لهم الرعاية والغذاء والبيئة المناسبة وكما يجب عليك أيضا أن تدربه على بعض التقنيات والسلوكيات التي تعلمه الانضباط والالتزام. ومن الجدير بالذكر أن تعليمه وتدريبه على هذه السلوكيات ليس فقط لجعله أكثر انضباطا والتزاما، بل لأن تجربة التعليم هذه تقوي الرابط بينك وبين كلبك الأليف الجميل. في هذه المقالة ستقدم لك بت بارن خمس أساليب من الضروري والمهم أن تتبعها خلال مراحل تعليم كلبك والتي بدورها تساهم في تعزيز العلاقة وتقوية الرابط بينكما.

1- الرعاية والتدريب من خلال التعزيز الإيجابي والتشجيع

يكمن أساس تدريب الكلاب الفعال من خلال التعزيز الإيجابي. حيث يشمل أسلوب التعزيز هذا مكافأة الكلب عندما يظهر السلوك المرغوب فيه والأفعال المطلوبة منه. فعندما يتعلم كلبك أمرا ما أو يتعلم خدعة جديدة أو يظهر سلوكا إيجابيا أغمره بالثناء والمكافأة واللمسات الحنونة والربت عليه. حيث إنك بهذه الطريقة تساعد على تعزيز وترسيخ السلوك الإيجابي الصادر منه وتحفزه على تكراره في المستقبل. التعزيز الإيجابي لا يجعل التدريب ممتعا بالنسبة لكلبك الأليف الجميل فحسب، بل إنه يساعده على تعزيز ثقته بنفسه ويقوي الرابط بينك وبينه الأمر الذي يجعل منه كائن مستعد دائما للتعلم وسعيد وإيجابي ويتطلع بحماس لإرضاء صاحبه المحب. وأنت كمربي لكلب أليف يجب أن تدرك الوقت المناسب لتقديم المكافأة أو الثناء وأن تتحلى بالصبر خلال عملية التعلم والتدريب هذه فالكلاب كما الكثير من البشر تستجيب لسلوك الإيجابي والدعم والتشجيع.

2- التدريب بجهاز النقر: لغة دقيقة للتواصل

يعد التدريب بجهاز النقر أو ما يعرف بالكليكر تقنية قوية وفعالة تزودك بالدقة والوضوح خلال رحلة تدريب كلبك. حيث تعتمد هذه التقينه على استخدام جهاز التدريب بالنقر الذي يصدر صوتا مميزا عند النقر عليه حيث يعمل هذه الجهاز كأداة تواصل فورية مع كلبك يحدد اللحظة الدقيقة التي يظهر فيها كلبك السلوك المطلوب ومن خلال ربط هذا الصوت بالمكافأة والطعام يساعد كلبك على فهم السلوكيات التي يتم مكافأته عليها بدقة. مما يسهل عليك تعليم كلبك المهام المعقدة والصعبة. فإن التدريب باستخدام الكليكر أو جهاز النقر يمكنك من جعل سلوك كلبك دقيق سواء كنت تعلمه الأوامر الأساسية أو الخدع المتقدمة. فالكليكر يعتبر أداه قوية لإدارة التواصل مما يساهم في تعزيز الرابط بينك وبين كلبك الجميل بشكل عميق. وتذكر أن الممارسة والمثابرة والنقرات في الوقت المناسب هي المفتاح لاستكشاف أمكانيات كلبك وتعزيزها.

3- تدريب كلبك على اللعب والتمرين هو يرتدي سلسلته

تدريب كلبك على ارتداء سلسلته التي تمسكه منها خلال عملية التدريب والتعليم هذه أمر في غاية الأهمية ويساهم في الحفاظ على سلامته ويمنحك الراحة النفسية والاطمئنان على كلبك. حيث إن تعليم كلبك على المشي والتدريب وهو يرتدي سلسلته ليس فقط لمنع السحب والسلوك غير المنضبط، بل ليضمن لك نزهة مريحة وممتعة.

ويجب أن تختار الطوق أو السلسلة ذو جودة عالية لا تسبب الإزعاج لكلبك أثناء ارتدائها. وفي حال قام كلبك بالسحب والشد أو السلوك غير المنضبط أثناء نزهات المشي يجب عليك أن تتوقف لبعض الوقت وتنتظر حتى يعود لحالته الطبيعية. ولا تنسى أن تمنحه وتقدم له المكافأة على سلوكه الإيجابي. ولا تنسى أيضا أن الالتزام والمثابرة والصبر على تعليمه واكسابه المهارات أمر مهم جدا ومع مرور الوقت سيدرك كلبك أن السحب والشد أثناء نزهات المشي أمر غير مجد وأن المشي بهدوء والتزام يجلب له المكافأة والثناء. ومن الجدير بالذكر هنا أن عملية تعليم كلبك على الالتزام بسلسلته قد يستغرق بعض الوقت وخاصة إذا كان كلبك معتاد على السحب والسلوك غير المنضبط أثناء نزهات المشي. ولا تنسى أن الصبر والتفهم لطبيعة كلبك أمران أساسيان خلال عملية التعليم هذه. وعندما يكتسب كلبك ويتعلم سلوك المشي بسلسلته والالتزام بالسلوك المنضبط ستزداد الروابط بينكما وستكون نزهاتكما ومغامرتكما الخارجية ممتلئة بالفرح والانسجام.

4- التنشئة الاجتماعية وتعزيز الثقة وجعله كائنا لطيفا مسالما

الكلاب من الكائنات الاجتماعية بطبعها وتحب جدا المشاركة والمبادرة مع الأخرين كما أن البيئة والتربية الاجتماعية تلعب دورا مهما وحيويا في تشكيل طباع وسلوك الكلاب. لذلك فمن المهم جدا أن تجعل كلبك يختلط مع الأخرين ويكون تجارب اجتماعية بما في ذلك لقاء أشخاص من مختلف الأعمار ولقاء حيوانات أليفة أخرى والتفاعل معها. ومن الجدير بالذكر هنا أن مرحلة التنشئة الاجتماعية الحاسمة والمؤثرة في شخصية كلبك غالبا ما تكون ما بين الأسبوع الثالث للأسبوع الثاني عشر من عمر كلبك، ولكن بالمقابل عملية التعلم والاكتساب تستمر طوال حياتهم. حاول أن تجعل مرحلة تربيته الاجتماعية وتنشئته هذه كلها تجارب إيجابية ومحفزة له وخالية من الضغوط كما لا تنسى أبدا فكرة المكافأة والمدح له على سلوكه الإيجابي من خلال تقديم الهدايا والطعام المفضل. حيث إن الكلاب التي تربت في بيئة اجتماعية سليمة تتمتع بالثقة بالنفس والقدرة على التكيف وطبعها مسالم وودود مما يجعل التفاعل مع الأشخاص والحيوانات الأخرى بالنسبة لهم تجارب ممتعة وإيجابية طوال حياتهم. وتذكر أن الكلب الذي تم تربيته وتنشئته اجتماعيا بطريقة صحيحة وسليمة ليس فقط يتمكن من عيش الكثير من التجارب الممتعة فحسب، بل يجنبه الإصابة بالمشاكل السلوكية التي لها تأثير كبير على صحته الجسدية والنفسية.

5- الوقت والصبر: مفتاح النجاح

أثناء رحلة تعليم كلبك الأليف الجميل التقنيات والسلوكيات والخدع التي ترغب في أن يكتسبها لا تنسى أن تتحلى بالصبر وتذكر أن عملية التعليم والاكتساب هذه تحتاج إلى الوقت لتصل إلى النتائج التي ترغب بها. وحاول قدر الإمكان تجنب الإصابة بالإحباط والملل في حال لم يفهم كلبك ولم يستجب معك فورا أو في حال ارتكب الأخطاء وبدلا من ذلك ركز على التقدم الذي تحققه مهما كان بسيطا واحتفل بكل إنجاز وتجنب أسلوب العقاب أو الأساليب القاسية الأخرى لما لها من تأثير سلبي على الثقة بينك وبين كلبك الأليف الجميل. وتذكر أن تثني على جهودهم المبذولة لتحفيزهم على الاستمرار بالتعلم وبذل الجهد والاكتساب. تعامل معهم بأسلوب الحب والتفهم وحافظ على حالتك هادئة وإيجابية طوال عملية التدريب. فبناء رابط قوي مع كلبك يحتاج لوقت وصبر وجهد، ولكن النتائج الرائعة والحب غير المشروط الذي ستحصل عليه لا يقدر بثمن.

في نهاية مقالتنا هذه لا يسعنا أن نقول سوى أن الكلاب من أكثر المخلوقات وفاء وحبا لمربيها وتعتبر خير صديق للإنسان في كل زمان ومكان. لذلك من الضروري والمهم أن تتبع الطرق والأساليب الصحيحة لتعليم كلبك كل السلوكيات اللازم لتجعله يستمتع بوقته ولتكونا معا تجارب وذكريات رائعة لا تقدر بثمن. وباتباعك النصائح التي ذكرناها في مقالتنا المفيدة ابتداء من أسلوب التعزيز الإيجابي والتشجيع وتعزيز ثقته بنفسه واستخدام جهاز الكليكر وتدريبه على الخروج بسلسلته وتربيته وتنشئته الاجتماعية الصحيحة والسليمة وأن تتحلى بالصبر للحصول على النتائج المثالية التي تطمح لها. وتذكر دائما أن عملية التعلم هذه ليست فقط مجرد تلقينه وتعليمه الأوامر والالتزام والانصياع لها، بل هي أيضا لتقوية الرابط بينك وبين كلبك الأليف الجميل ولتضمن له حياة نفسية واجتماعية سليمة خالية من الاضطرابات السلوكية والنفسية. وحاول قدر الإمكان أن تجعل من عملية تدريب وتعليم كلبك هذه تجربة ممتعة ومسلية. وبإمكانك أن تزور موقعنا الذي ستجد فيه الكثير من المقالات ومستلزمات التدريب التي ستفيدك كمربي لكلب أليف.