يُعد مرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب أحد أخطر الأمراض الفيروسية والمعدية التي تصيب الكلاب. غالبًا ما يرتبط بأعراض شديدة في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي، ويعد من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد أو حتى الوفاة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. إن فهم أسباب المرض وأعراضه وخيارات العلاج المتاحة يمكن أن يساعد مربي الحيوانات الأليفة في اتخاذ خطوات وقائية لحماية حيواناتهم الأليفة. في هذه المقالة، ستقوم بت بارن بتقديم شرحا مفصلا مرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب، نسلط الضوء على أسبابه، ونتعرف على أعراضه، ونستعرض خيارات العلاج التي يمكن أن تنقذ حياة كلبك.
ما هو مرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب؟
مرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب هو عدوى فيروسية شديدة العدوى تسببها فيروسات العَدوَى الفيروسية في الكلاب (CDV)، وهي عضو في عائلة الباراميكسوفيريداي، المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بفيروس الحصبة البشري. يؤثر بشكل أساسي على الجراء والكلاب الصغيرة، على الرغم من أن الكلاب الأكبر سناً التي لم يتم تطعيمها أو التي تعاني من ضعف في جهاز المناعة أيضًا تكون معرضة للخطر. يهاجم الفيروس العديد من أنظمة الأعضاء، بما في ذلك الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تتراوح من خفيفة إلى تهديد الحياة.
كيف يتم انتقال مرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب؟
ينتقل مرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب عن طريق التعرض للجسيمات الهوائية، مما يعني أن الكلب المصاب يمكنه نقل الفيروس إلى كلب آخر من خلال الإفرازات التنفسية مثل السعال، العطس، أو إفرازات الأنف. يمكن أن ينتقل أيضًا عن طريق الاتصال المباشر مع الأسطح الملوثة، بما في ذلك أوعية الطعام والماء، وأماكن النوم، والألعاب. يمكن للكلاب المصابة أن تنقل الفيروس من خلال بولها وبرازها أيضًا، مما يجعل من الممكن أن يظل الفيروس في البيئة لعدة أيام أو حتى أسابيع.
الجراء تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض لأن أنظمتها المناعية لم تتطور بالكامل بعد، ولم تتلق سلسلة التطعيمات الكاملة التي توفر الحماية ضد الفيروس. على الرغم من أن الفيروس لا يؤثر على البشر أو الأنواع الأخرى، إلا أنه يمكن أن ينتقل بين الكلاب في الأماكن التي يكون فيها الكلاب في اتصال وثيق، مثل الحدائق الخاصة بالكلاب، والملاجئ، والحضانات.
أعراض مرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب
تختلف أعراض مرض العَدوَى الفيروسية بناءً على شدة العدوى والأنظمة العضوية المتأثرة. يتطور الفيروس عمومًا عبر مراحل، بدءًا من العلامات الخفيفة ويصبح أكثر شدة مع انتشاره في الجسم. قد تظهر الأعراض في أي وقت بين 3 إلى 15 يومًا بعد التعرض للفيروس. فيما يلي الأعراض الرئيسية لمرض العَدوَى الفيروسية التي يجب مراقبتها:
- الأعراض التنفسية:
- إفرازات الأنف: في البداية تكون مائية، ثم تصبح كثيفة وذات لون أصفر أو أخضر.
- السعال: سعال مستمر قد يشبه سعال الحضانة.
- العطس: زيادة في العطس بسبب احتقان الأنف.
- الحمى: غالبًا ما تكون من أولى العلامات حيث يعاني الكلب المصاب من درجة حرارة عالية
- الأعراض المعوية:
- التقيؤ: قد يحدث التقيؤ بين الحين والآخر أو بشكل متكرر مع انتشار الفيروس إلى المعدة.
- الإسهال: قد يعاني الكلاب المصابة بالعَدوَى الفيروسية من إسهال شديد، وغالبًا ما يكون دمويًا.
- فقدان الشهية: قد يرفض الكلب المصاب الطعام والماء.
- الأعراض العصبية:
- الارتجاف أو التشنجات: قد تشمل الأعراض العصبية ارتجاف العضلات أو تشنجات أكثر شدة، خاصة في المراحل المتقدمة.
- الرعشة: قد تظهر على الكلاب علامات الرعشة أو مشية غير مستقرة.
- الشلل: قد تؤدي الحالات الشديدة إلى الشلل الجزئي أو الكامل، خصوصًا في الأطراف الخلفية.
- التغيرات السلوكية: قد يظهر بعض الكلاب سلوكًا غير عادي، مثل العدوانية أو الخمول.
- أعراض أخرى:
- إفرازات العين المتغيرة اللون: قد تصاب العين بالعدوى مما يؤدي إلى إفرازات صفراء أو خضراء.
- تسمك وسادات القدم: في بعض الحالات، قد يتطور لدى الكلاب وسادات قدم سميكة وصلبة، وهي علامة تقليدية للمرض.
- فرط التقرن: تتعلق هذه الحالة بتسمك الجلد، خاصة حول الأنف ووسادات القدم.
من الجدير بالذكر أن ليس كل الكلاب ستظهر جميع الأعراض عليهم. في بعض الحالات، قد تختفي الأعراض الخفيفة من تلقاء نفسها، لكن مرض العَدوَى الفيروسية غالبًا ما يؤدي إلى مرض شديد في الكلاب، خاصة عندما يتأثر الجهاز العصبي.
تشخيص مرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب
إذا كنت تشك في أن كلبك مصاب بالعَدوَى الفيروسية، من الضروري أن تطلب الرعاية البيطرية على الفور. سيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص جسدي شامل وقد يقوم بإجراء اختبارات تشخيصية مختلفة لتأكيد وجود الفيروس. قد تشمل هذه الاختبارات:
- تحاليل الدم: يمكن أن تساعد تحاليل الدم في تحديد الشذوذات مثل انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء أو التغيرات في وظائف الكبد والكلى، وهي شائعة في حالات العَدوَى الفيروسية.
- اختبارات PCR: يمكن لاختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) اكتشاف الفيروس في الدم أو البول أو سوائل الجسم الأخرى.
- الأشعة السينية: في الحالات التي تشمل الجهاز التنفسي، قد يتم استخدام الأشعة السينية للصدر لتقييم تلف الرئتين أو التهاب الرئة.
- اختبارات مسحة العين: في بعض الحالات، قد يتم استخدام مسحة من العين لاختبار وجود الفيروس.
علاج مرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب
لسوء الحظ، لا يوجد علاج شافٍ لمرض العَدوَى الفيروسية في الكلاب. ومع ذلك، يمكن أن تساعد الرعاية الداعمة في إدارة الأعراض وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة. سيعتمد العلاج على شدة العدوى والأنظمة العضوية المتأثرة. إليك بعض خيارات العلاج التي قد يوصي بها الطبيب البيطري:
- الاستشفاء: قد تتطلب الحالات الشديدة الاستشفاء لمراقبة العلامات الحيوية، وتقديم السوائل، وإعطاء الأدوية للتحكم في الأعراض.
- المضادات الحيوية: بينما لن تعالج المضادات الحيوية مرض العَدوَى الفيروسية نفسها، إلا أنه قد يتم وصفها لمنع العدوى البكتيرية الثانوية التي يمكن أن تعقد المرض.
- مضادات التشنجات: للكلاب التي تعاني من التشنجات أو الرعشات، قد تكون الأدوية المضادة للتشنجات ضرورية للتحكم في الأعراض العصبية.
- السوائل والدعم الغذائي: الجفاف هو مصدر قلق شائع مع القيء والإسهال، لذا قد تكون السوائل الوريدية والدعم الغذائي ضرورية للمساعدة في الحفاظ على استقرار الكلب.
- مسكنات الألم: في بعض الحالات، قد يتم إعطاء مسكنات للألم لتخفيف الانزعاج المرتبط بالحمى أو السعال أو آلام المفاصل.
حتى مع العلاج، يمكن أن يكون التعافي من مرض العَدوَى الفيروسية عملية بطيئة. قد يعاني بعض الكلاب من آثار طويلة المدى، خاصة العجز العصبي مثل الرعشات أو صعوبة المشي. في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي مرض العَدوَى الفيروسية إلى الوفاة، خاصة إذا تسببت العدوى في تلف الأعضاء الحيوية أو تسببت في تلف الدماغ.
مرض العدوى الفيروسية عند الكلاب هو عدوى فيروسية خطيرة يمكن أن تصيب الكلاب من جميع الأعمار، حيث يكون الجراء والكلاب غير الملقحة الأكثر عرضة للخطر. يمكن أن يساعد فهم أسباب المرض وأعراضه وطرق علاجه المتاحة في اتخاذ خطوات وقائية لحماية الكلاب. يظل التطعيم هو الإجراء الوقائي الأكثر فعالية، بينما يمكن أن يحسن التدخل المبكر والرعاية الداعمة بشكل كبير من فرص الشفاء للكلاب المصابة. إذا كنت تشك في أن كلبك مصاب بمرض العدوى الفيروسية، اطلب الرعاية البيطرية على الفور لضمان أفضل نتيجة ممكنة لصديقك الاليف الجميل

