من المعروف لدى الجميع أن الكلاب أصدقاء أوفياء للبشر و يبادلون مربيهم الحب و المودة و الإخلاص دون قيد أو شرط. ومع ذلك فالكلاب بطبيعتها كما البشر تماما قد تشعر في بعض الأحيان بتقلب المزاج و الضيق و الغضب. و قد يُفاجئ بعض مربي الكلاب أن كلابهم الأليفة و الودودة و التي تبادلهم مشاعر المحبة و الصداقة و المودة قد تعاملهم بشراسة و غضب و تنبح عليهم بشكل هستيري و بدون وجود أي سبب واضح بالنسبة للمربي. ومن الجدير بالذكر هنا أن الكلاب كائنات تحتفظ بمشاعر الاستياء أو الأحباط و تعبر عنها في وقت لاحق و لفهم الأسباب الكامنة خلف غضب الكلاب و نباحها الهستيري على مربيها ستقدم لك بت بارن في هذه المقالة المفيدة شرحا مفصلا للأسباب الكامنة خلف هذه الحالة و ستساعدك على حل هذه المشكلة و تعزيز علاقتك مع صديقك الأليف الجميل و التغلب على كل مشاعر الغضب و الاستياء.

الأسباب الكامنة خلف نباح الكلاب الهستيري على مربيها

نقص التأهيل الاجتماعي:

واحدة من أكثر الأسباب شيوعا لغضب الكلاب الأليفة و نباحها على مربيها هو نقص التفاعل و التأهيل الاجتماعي الصحيح. حيث أن الكلاب التي لم يتم تفاعلها مع بيئات متنوعة و مع البشر و الحيوانات الأخرى خلال فترة التأهيل الاجتماعي و التي غالبا ما تكون بين عمر 3 أسابيع ل 12 أسبوعا. بالتالي فيكون لديها مشاعر خوف و عدوانية في شخصيتها اتجاه أي شيء غير مألوف بالنسبة لها. فعندما لا تتم تأهيل الكلاب اجتماعيا بشكل كاف يمكن أن يصبح كلبك الأليف مضطربا و ذو طبع دفاعي خلال أي موقف جديد أو حول الأشخاص الغير مألوفين أو حتى مع مربيه و الأسرة التي يعيش معها. و يظهر سلوكه العدواني على شكل النباح و الخدش على الأرضيات أو حتى العض في بعض الأحيان. و لمنع مثل هذه الحالات من المهم جدا تعريض كلبك الأليف بعمر مبكرة و بشكل دائم و لفترات متقطعة لبيئات مختلفة و احرص على تفاعله مع البشر و غيره من الحيوانات الأليفة الأخرى و المحافظة على الاستمرار في التأهيل و التفاعل الاجتماعي طوال حياته.

نقص التمرين و التحفيز العقلي:

أن الكلاب التي تعاني من الملل والتي لا تمارس تمارينها بشكل كافي تظهر لديها سلوكيات عدوانية اتجاه مربيها. فالكلاب بطبيعتها كائنات نشيطة جدا و تحتاج لتمارين جسدية منتظمة و تحفيز عقلي للحفاظ على صحتها الذهنية و النفسية و سلامتها. و بدون حصولها على القدر الكافي من التمارين و التحفيز ستتحول لكائنات مضطربة و ستتطور لديها مشكلات سلوكية مثل النباح المفرط و العض و العدوانية. ومن المهم هنا على مربي الكلاب الأليفة التأكد من توفير كمية كافية من النشاط البدني لكلابهم خلال فترات التنزة اليومية و خلال وقت اللعب أيضا و تعتبر الألعاب التفاعلية فكرة ممتازة للتحفيز الذهني و التسلية وأيضا من الأمور التي تساهم في تحفيز التعزيز الذهني هو تدريب كلبك الأليف على تنفيذ الأوامر وغيرها من ألعاب الألغاز و ألعاب الشم و لعبة رمي الشيء و احضاره التي تساهم بشكل كبير و مباشر في تحفيز كلبك و منع احساسه بالملل المسبب الأول للعدوانية.

التدريب غير المنتظم و عدم وضع جدول روتيني :

يمكن أن يؤدي التدريب العشوائي و عدم وضع جدول منتظم إلى إحساس كلبك بالإرباك و الإحباط. مما يجعله غاضبا و شرسا في التعامل مع مربيه. في حين أن التمارين و الروتين اليومي المنظم و التواصل الواضح مع مربيها يجعلها كلاب مرتاحة و سليمة. لذلك من المهم جدا على مربي الكلاب الأليفة من تحديد برنامج منظم و واضح لتمرين ووضع قواعد واضحة و مفهومة لكلبك بحيث تجعل كلبك يتوقع ما سيحدث و في أي وقت لتجنب ظهور سلوكيات غير مرغوب فيها مثل العصيان و العدوانية. حيث أن التدريب المنظم و التعزيز الإيجابي و التواصل الواضح هي أساسيات مهمة جدا لتعليم الكلاب السلوكيات الصحيحة و لمنع الغضب و الاستياء اتجاه أصحابهم و من المهم التركيز على وضع حدود و نظام واضح منذ البداية و فرضها بانتظام لإقامة علاقة قوية و محترمة بينك وبين كلبك الأليف الجميل.

المشاكل الصحية:

في بعض الأحيان يمكن أن يكون الغضب الذي تشعر به الكلاب اتجاه مربيها سببه مشاكل صحية خفية يعاني منها الكلب و لا تبدو واضحة بالنسبة للمربي. حيث أن الألم و المرض و الانزعاج تجعل الكلاب تشعر بالضيق و الغضب وسلوكها يكون عدوانيا و شرسا. ومن المشاكل الصحية الشائعة التي يمكن أن تسبب العدوانية للكلاب مثل مشاكل الأسنان و التهاب المفاصل و التهاب الأذن و عدم التوازن الهرموني.و في حال أصبح كلبك عدوانيا فجأه اتجاهك فمن المهم أن تقوم بعرضه على الطبيب البيطري لتأكد من أن عدوانته غير ناتجة عن مشاكل صحية خفية. حيث أن الاستشارة البيطرية و العلاج المبكر للمشاكل الصحية يساعد بشكل كبير في التخفيف من ألم و انزعاج الكلب و التقليل من سلوكه العدواني.

الصدمات النفسية السابقة:

إن الكلاب التي مرت بتجارب نفسية سيئة في الماضي مثل تعرضها للإساءة و الإهمال أو التخلي يمكن أن يطور عندها سلوك الخوف و الشك و القلق اتجاه البشر. بما في ذلك مربيها و الأسر التي تعيش بينها. حيث أن الكلاب التي تعاني من تجارب نفسية سابقة و سيئة يظهر عليها سلوكيات دفاعية مثل النباح و النقر أو الخدش على الأرضيات و العض لحماية أنفسهم من التهديدات التي قد تشعر بها. ومن الجدير بالذكر هنا أن الكلاب التي تم إنقاذها أو أخذها من مناطق وبيئات سيئة. لها تاريخا كبيرا بالتجارب النفسية السيئة و في مثل الحالات تكون بحاجه إلى صبر و تفهم و تدريب لطيف و تعزيز إيجابي و دعم لتحرر من خوفها و بناء الثقة بنفسها مع مربيها الجدد. و من الجدير بالذكر أيضا أن توفير بيئة آمنة و داعمة و استخدام طرق التدريب التعزيزية و الإيجابية في إعادة تأهيل الكلاب المصابة نفسيا و مساعدتها في بناء علاقات إيجابية و وثيقة مع مربيها.

لفت انتباه مربيها و حاجتها للاهتمام:

قد تظهر بعض الكلب سلوكيات للفت الانتباه و الحصول على الاهتمام مثل النباح و القفز معتقدة أنها بهذا السلوك ستلفت انتباه مربيها و كسب اهتمامهم و مودتهم. و صحيح أن السلوكيات الناتجة عن لفت الانتباه قد تكون سلوكيات غير ضارة و لكن في حال لم يتم ضبطها فإنها ستتحول لسلوكيات عدوانية حقيقية. لذلك من المهم جدا كمربي لكلب أليف في حال لاحظت مثل هذه السلوكيات على كلبك أن تضبطها بسرعة و بالشكل المناسب. من الجدير بالذكر هنا أن تجاهل السلوكيات العدوانية للحصول على الاهتمام و الانتباه و مكافأة السلوكيات الهادئة و اللطيفة للفت الانتباه يساعد بشكل كبير على تثبيط السلوكيات الغير مرغوب بها و تشجيع الكلاب على السلوكيات المناسبة لكسب الانتباه و مودة مربيهم.

الفهم الصحيح للأسباب الكامنة خلف نباح الكلاب الهستيري و غضبهم هو أمر أساسي لمعالجة المشكلة و تعزيز العلاقة بين الكلب و صاحبه. و إن نقص التأهيل الاجتماعي و عدم ممارسة التمارين البدينة و التحفيز العقلي بشكل كاف و مناسب. و عدم اعتماد برنامج روتيني منتظم واضح الأسس بالإضافة إلى المشاكل الطبية و التجارب النفسية السيئة السابقة و سلوكيات لفت الانتباه جميعها أسباب شائعة جدا لغضب الكلب و نباحه الهستيري على صاحبه. و لكن من خلال توفير التأهيل الاجتماعي الصحيح و ممارسة التمارين الرياضية الدورية و التحفيز العقلي و التدريب المنظم و وضع الحدود و معالجة أي مشكلات صحية محتملة يمكن لمربي الكلاب الأليفة من كبح و تقليل غضب كلابهم و الاضطرابات السلوكية و النباح الهستيري و بناء علاقات قوية و صداقة مع كلبهم الأليف الجميل. و تذكر دائما أن الكلاب كائنات حساسة و عاطفية جدا و هي بحاجة للمحبة و الصبر و التفهم و الرعاية السليمة للتنمو و لتكون سعيدة. و من خلال معاملتك لكلبك بلطف و احترام و تعاطف يمكنك خلق علاقة صداقة متناغمة مع حيوانك الأليف الجميل و الاستمتاع بلحظات سعيدة معا.