إن الكلاب من الكائنات المعروفة بحبها للإنسان وصداقتها القوية معه عبر التاريخ وولائها وإخلاصها له وتعتبر خير صديق وحارس للإنسان. ولكن وعلى الرغم من كل الإيجابيات الكثيرة التي قد تجدها في الكلاب هناك بعض السلوكيات السلبية التي قد تصدر عن الكلاب وتجعلها عدوانية وخطيرة في بعض الأحيان. ومن الجدير بالذكر أن العدوانية عند الكلاب هي ظاهرة معقدة ومتعددة الجوانب. تتراوح بين علامات التحذير الخفية وبين الأفعال والسلوكيات الواضحة مثل العض ومهاجمة الأخرين. لذلك فإن بت بارن هنا لتساعدك وتقدم لك في هذه المقالة شرحا مفصلا عن الأسباب التي تجعل من الكلاب كائنات عدوانية وذات سلوك خطير في بعض الأحيان بالإضافة إلى تقديم رؤى شاملة لفهم ومعالجة ومنع هذا السلوك. وقبل البدء بالتحدث والشرح عن الأسباب التي تجعل سلوك كلبك الأليف عدوانيا دعنا نتكلم عن طبيعة السلوك العدواني عند الكلاب
الطبيعة العدوانية عند الكلاب:
السلوك العدواني عند الكلاب غالبا لا يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة لتراكم عدة عوامل متنوعة أثرت على سلوكه ونفسيته وجعلته تصرف بطريقة عدوانية مع من حوله. وللسيطرة وللتعامل الصحيح مع هذه السلوكيات العدوانية يجب على مربي الكلاب أن يميزوا بين العلامات والإشارات التي تدل على السلوك العدواني وأن يحددوا الأسباب الأسباب.
الأسباب المتعددة وراء سلوك الكلاب العدواني:
1. الخوف والقلق:
الكلاب كما البشر تمر بأوقات تشعر بها بالقلق والتوتر والخوف. فعندما تشعر الكلاب بالخوف أو التهديد من شيء ما. لديها السلوك العدواني كاستجابة دفاعية لحالة الخوف والتهديد التي تشعر به. التعرف على مصدر الخوف والعمل على تخفيفه والتخلص منه أمر أساسي لتقليل السلوكيات العدوانية والحد منها والسيطرة عليها.
2. الألم والإحساس بالضيق والانزعاج:
قد تلجأ بعض الكلاب للسلوكيات العدوانية لتعبير عن إحساسها بالضيق والألم. ومن المهم جدا لك كمربي لكلب أليف ذو إحساس بالمسؤولية من المراقبة اليقظة للتغيرات السلوكية والرعاية البيطرية الفورية في حالة الشك بوجود ألم أو مشاكل صحية لمعالجة العدوان الناتج عن الإحساس بالألم والضيق.
3. عدم الإحساس بالسيطرة والتملك للمكان:
الكلاب حيوانات تحب فرض سيطرتها على المكان الذي تعيش فيه وتحب أن تُشعر الأخرين بأنها سيدة المكان وأنه من ممتلكاتها. سواء كان الكائن الأخر شخصا أو حيوانا. أو حتى جسما غير مألوفا بالنسبة له. في حال شعرت الكلاب بفقدان سيطرتها على المكان أو أن هناك كائن أخر ينافسها على ملكية مكانها الخاص بالتالي يكون السلوك العدواني الصادر منها كنتيجة لإحساسها بالمنافسة على ملكية مكانها الخاص التي اعتادت عليه. ومن المهم هنا التركيز على التعايش الاجتماعي السليم بين كلبك الأليف وبقية أفراد الأسرة أو بين الحيوانات الأليفة الأخرى في حال كنت تربي أكثر من حيوان أليف في نفس المنزل. حيث إن هذا التعايش الاجتماعي يساعد في التخفيف بشكل كبير وفعال من السلوك العدواني الناتج عن فقدان الإحساس بالسيطرة على المكان بالإضافة إلى أنه يقوي الروابط بين كلبك الأليف وبقية الأفراد والحيوانات الأليفة الأخرى من حوله.
4. نقص التفاعل والتعاون الاجتماعي:
إن الكلاب لا تحصل على القدر الكافي من التفاعل والتعاون الاجتماعي وخصوصا في الأوقات التي تشعر فيها الكلاب بالحاجة لتعاون والتفاعل بالتالي هذا النقص يولد عندها الخوف والذي يؤدي إلى السلوك العدواني. ومن الجدير بالذكر هنا أن التعرض المبكر لكلبك للبيئات الاجتماعية المختلفة وللأشخاص والكائنات ضروريا جدا لمنع هذا النوع من السلوكيات العدوانية الناتجة عن قلة التفاعل والتعاون الاجتماعي مع المحيط بها
5. الاستحواذ:
الكلاب والكائنات الأليفة عموما تحب الاستحواذ على اللعب أو الطعام أو أفراد العائلة التي تعيش بينهم. وفي حال شعرت الكلاب بأنها لا تستحوذ على هذه الأشياء ولا تشكل عنصر فعال ذو قيمة في محيطها يولد لديها الإحساس بالعدوانية اتجاه الأخرين والمحيط. ويمكن هنا في مثل هذا النوع من السلوك العدواني أن تعالجه بالتدريب والتمارين والألعاب التي تشجع على المشاركة واستخدام التعزيز الإيجابي في التعامل مع سلوك المشاركة
6. الهيمنة:
الكلاب من الكائنات التي تفهم فكرة التسلسل الهرمي للهيمنة أي أنه هناك رئيس وهناك مرؤوس وتحب أن تكون الأمور بطبيعتها منظمة ومدروسة و لكن في بعض الأحيان الكلاب لا تحب أن تكون تابعة و لكن مع التدريب و التمارين التي تدربها على أن تكون مطيعة و تابعة لمربيها بالإضافة على التعزيز و الدعم الإيجابي يساعد كثيرا في تقبلها للأمر و تعودها عليه و يجنبها السلوك العدواني الناتج عن عدم الانسجام و التقبل للتبعية.
7. الإحباط:
يمكن أن يؤدي الإحباط الذي قد تعاني منه الكلاب إلى ردة فعل وسلوكيات عدوانية. خاصة إذا كانت الكلاب غير قادرة على الوصول إلى الشيء الذي ترغب به ويمكن أن يخفف تعليمها الصبر وتوفير منافذ وطرق بديلة لتنفيس طاقتها والتعبير عما ترغب به وبالتالي التخفيف من السلوك العدواني الناتج عن الإحباط.
8. المشاكل الصحية:
يمكن أن تسبب المشاكل الصحية التي قد تعاني منها الكلاب في السلوك العدواني مثل مشاكل الغدة الدرقية أو الاضطرابات العصبية لذلك من المهم والضروري الالتزام بالفحوصات البيطرية الدورية لتحديد ومعالجة التأثيرات المتعلقة بالصحة والسلوك العدواني الناجم عنه
طرق الوقاية واستراتيجيات التعامل الصحيح مع السلوك العدواني عند الكلاب:
بمجرد تحديد السبب الرئيسي وراء السلوك العدواني عند الكلاب. بإمكانك بسهوله معالجته والتخلص منه، ولكن يجب عليك أن تتحلى بالصبر والتفهم لحالة كلبك فليست كل الكلاب تستجيب بصورة سريعة وسهلة. وفي بعض الأحيان قد تحتاج إلى تدخل واستشارة الطبيب البيطري أو الأخصائي بسلوك الحيوانات الأليفة للمساعدة في التعامل مع هذه السلوكيات والتخلص منها وفيما يلي نذكر أهم الطرق التي تساعدك في حل هذه المشكلة
1. استشارة الطبيب البيطري:
أبدأ بالتشاور مع الطبيب البيطري لتأكد من أن كلبك لا يعاني من مشاكل صحية محتملة. ففي حال كان كلبك يعاني من مشاكل صحية مسببه له هذا السلوك العدواني بالتالي فإن علاجها يساعده في استعادة صحته وتخلصه من السلوك العدواني.
2. التدريب من قبل الأخصائي:
من المهم في بعض الأحيان أن تطلب المساعدة من الأخصائي في سلوك الحيوانات ذو خبرة في التعامل مع السلوكيات العدوانية للكلاب. حيث يمكن أن يضع لك الأخصائي خطة تدريب مخصصة لكلبك وتقييم المحفزات الخاصة ويوجهك كمربي لكلب أليف حول التواصل الفعال وتقنيات التعزيز الإيجابي
3. التعزيز الإيجابي:
اعتماد أسلوب التعزيز الإيجابي لمكافأة السلوكيات المرغوبة. حيث إن الدعم والتعزيز الإيجابي يساعد في تشكيل استجابة الكلب للأسلوب الذي تلقى عليه المدح والثناء وبالتالي التميز بينه وبين السلوك غير المرغوب به ويتضمن التعزيز الإيجابي مكافأة السلوك الجيد بالحلوى أو الإشادة والمدح أو باللعب معه مما يخلق تأثيرا إيجابيا عليه
4. التواصل الاجتماعي:
قم بتقديم كلبك تدريجيا للبيئات المتنوعة والأشخاص والحيوانات الأليفة. حيث إن التقليل من التواصل الاجتماعي خاصة خلال مراحل التطور المبكرة للكلب يسبب له بعض المشاكل النفسية التي تسبب له السلوك العدواني في بعض الأحيان. في حين يساعد الانخراط في البيئات الاجتماعية والمراقبة لكلبك في التخفيف من السلوك العدواني الناتج عن عدم التواصل الاجتماعي ويساعده على بناء الثقة وتقليل الإحساس بالتوتر.
5. القيادة الحكيمة له:
من المهم جدا كمربي لكلب أليف أن تكون بمثابة القائد الحكيم والواثق في تعاملك مع كلبك الأليف الجميل. حيث إن الكلاب تحب جدا الالتزام بالنظام وتنفيذ أوامر مربيها وأن تشعرها بالمسؤولية والقيادة لبعض الأمور حيث أن هذه الفكرة التسلسلية في القيادة بينك و بينه تساعد في إدارة السلوك العدواني الناتج عن العشوائية في السيطرة و القيادة الغير منظمة حيث أن الانسجام في الأوامر و الروتين يعزز فهم الكلب لمكانه ضمن هيكل العائلة.
6. التحفيز العقلي والجسدي:
من المهم جدا معالجة الملل الذي يعاني منه كلبك من خلال التحفيز الذهني والجسدي فمن خلال إشراك كلبك بالتمارين الرياضية المنتظمة وتقديم الألعاب التفاعلية له وقيامه بالأنشطة التي تشكل تحدي ذهني له. حيث يعتبر التحفيز العقلي والجسدي مهم بشكل كبير في منع ظهور السلوكيات العدوانية عند كلبك الأليف الجميل.
7. اعتماد تقنيات تعديل السلوك:
من المهم في الحالات التي تجد فيها صعوبة في التخلص من السلوك العدواني الذي يعاني منه كلبك الأليف الجميل. أن تطلب العون والمساعدة من الأخصائي ليقدم لك تقنيات تعديل السلوك التي تناسب طبيعة حيوانك الأليف من خلال استهداف الأسباب التي تؤدي إلى العدوان. قد تشمل هذه التقنيات التعود أو التعرض التدريجي لتخلص من المشاكل السلوكية أو التكييف المضاد مثل ربط التجارب الإيجابية بالمحفزات
8. إنشاء بيئة أمنة:
قم بتأسيس مكان أمن ومريح لكلبك الأليف الجميل وخصوصا في حال كان السلوك العدواني عنده ناتج عن عدم الإحساس بالسيطرة على المكان. لذلك فإن فكرة توفير مكان مخصص لكلبك الأليف يساعده في اللجوء إليه في حال شعر بالتوتر يعزز شعورة بالأمان.
فخم الأسباب المتنوعة وراء السلوك العدواني عند الكلاب هو أساس تعزيز علاقة متناغمة مع صديقك الأليف الجميل ومن خلال التحلي بالصبر وبذل الجهود والتعزيز الإيجابي بالإضافة إلى اللجوء للاستشارة الأخصائي والالتزام بالفحوصات البيطرية الدورية وتوفير بيئة أمنه ومريحة وداعمة لكلبك الأليف وتزويده بالتحفيز الجسدي والذهني كل هذه الأمور تساهم في منع السلوك العدواني عند كلبك الأليف. بالإضافة إلى التعرف على الأسباب والعوامل التي تؤدي لحدوث هذه المشاكل يمكن لمربي الكلاب الأليفة التأكد من أن كلبهم يعيش حياة سعيدة ومتكاملة وسليمة. وتذكر دائما أن كل كلب يشكل حاله فريدة مختلفة عن غيره وأن الطرق التي تجد فعالية مع كلبك قد لا تجد فعالية مع كلب أخر فلكل كلب له علاج مصمم وفقا لشخصيته واحتياجاته الفردية وتاريخه كل هذه الأمور يجب أخذها بعين الاعتبار لتعامل السليم مع الكلاب التي تعاني من السلوك العدواني وتخليصه منه