إن استقبال مجموعة من القطط الصغيرة الحديثة الولادة في منزلك هو تجربة رائعة وفريدة من نوعها تمنحك مشاعر دافئة تغمر قلبك بالحب والحنان، ولكن في المقابل الأمر يتطلب اهتماما وتفانيا من قبلك. لأن هذه المخلوقات الصغيرة ضعيفة جدا وتحتاج رعاية خاصة خلال أيامها الأولى لضمان نموها صحية وسعيدة. لذلك فإن بت بارن هنا لتقدم لك كل ما يجب عليك معرفته وفعله لتساعد هذه القطط الحديثة الولادة الضعيفة أن تصبح قطط كبيرة قوية وبصحة جيدة. لذلك سنتناول في هذه المقالة كل التفاصيل اللازمة لرعاية القطط الصغيرة الحديثة الولادة منذ لحظة الولادة إلى كل المراحل المختلفة التي تمر بها لتنمو وتكبر وتصبح قطط بالغة وجميلة.
1. كيفية التعامل مع القطط في أول 24 ساعة من ولادتها:
تعد أول 24 ساعة من حياة القطط الصغيرة لحظات سحرية وحاسمة. حيث إن صغار القطط تولد عمياء وصماء وتعتمد بشكل كلي على إمها. لذلك من المهم هنا أن تسمح للقطة الأم بالتواصل والتعامل مع صغارها خلال ال 24 ساعة هذه. ويجب أيضا توفير مكان هادئ وآمن لعائلة القطط لتأسيس روابط تواصل قوية بين القطة الأم وصغارها ولتساعد القطة الأم أيضا على التركيز مع صغارها واستجماع قواها للتعامل معهم. قم بالمراقبة من مسافة بعيدة نوعا ما لأن التدخل خلال هذا الوقت قد يعطل عملية تواصل الأم مع صغارها. وخلال هذه المرحلة من الضروري التركيز على مراقبة القطة الأم من أنها ترضع كل قطة على حده بشكل كافي. حيث إن الحليب الأول أو الكولوستروم غني بالعناصر الغذائية والمضادات الحيوية الذي يدعم صحة القطط الصغيرة ويقوي جهازها المناعي. وفي حال لاحظت أي إشارات تدل على عدم قدرة القطة الأم على العناية بصغارها ورعايتهم قم على الفور باستشارة الطبيب البيطري المختص ليقدم لك الإرشادات اللازمة.
2. أهمية حليب القطة الأم كغذاء لا يعوض وذو قيمة غذائية عالية جدا
حليب الأم هو مصدر غذائي ضروري للقطط الصغيرة الحديثة الولادة. إنه لا يوفر فقط العناصر الغذائية الأساسية، ولكنه أيضا يقدم الأنزيمات المضادة التي تحمي القطط الصغيرة من العدوى والالتهابات. تأكد من أن القطط الصغيرة تقوم برضاعة الحليب بشكل صحيح وكافي. وراقب وزنها بشكل دقيق لقياس مدى تطورها وحالتها الصحية. ومن الجدير بالذكر هنا أنه في بعض الحالات قد لا تكون الأم موجودة أو قادرة على الإرضاع. وبالتالي يصبح من الضروري توفير مصدر بديل لتغذية ويمكن استخدام الحليب البديل للقطط الصغيرة والذي تجده متوفرا في متاجر الحيوانات الأليفة ويستخدم هذا المكمل كوجبة لتكميل والدعم إلى جانب حليب الأم أو كبديل لحليب الأم. يجب أن تقدم التغذية البديلة للقطط الصغيرة بشكل جيد ومناسب لها كأن تستخدم زجاجة الرضاعة لتضمن أن القطط الصغيرة تحصل الغذاء الذي يحتاجونه للنمو السليم.
3. المحافظة على بيئة دافئة وأمنة
القطط الصغيرة الحديثة الولادة تكون عرضه لتأثر بدرجات الحرارة بشكل كبير لذلك من المهم جدا الحفاظ على المكان بدرجة حرارة مناسبة ودافئة تلأم القطط الصغيرة حيث إن درجة الحرارة الموصي بها للقطط الصغيرة هي حوالي 85 درجة فهرنهايت أي 29 درجة مئوية خلال الأسبوع الأول. ويمكن تقليلها تدرجيا إلى 80 درجة فهرنهايت 27 درجة مئوية خلال الأسبوع الأول. احرص على توفير مكانا دافئا مع فراش ناعم ومريح بعيدا عن تيارات الهواء وأشعة الشمس المباشرة. ويمكن استخدام حصيرة التدفئة على الوضع المنخفض أو مدفئة. ولكن يجب مراقبة القطط حيث يمكن أن تبتعد عن مصدر التدفئة وتنتقل لمكان بارد. ويمكن أن تتأكد من القطط فيما إذا كانت تشعر بالبرد أو الدفء من خلال لمس أذنيهن في حال كانت الأذنان باردتان تدل على أن القطط تشعر بالبرد بينما تشير الأذنين الدافئتين على أن القطط تشعر بالدفء في حين تشير الأذنين الساخنتين إلى أن القطط تعاني من السخونة.
4. الفحوصات الطبية والرعاية البيطرية:
من الضروري جدا خلال المراحل الأولى من حياة القطط الصغيرة الالتزام بالفحوصات البيطرية الدورية لمراقبة صحتها ومدى تطورها بشكل دقيق. ومن المهم هنا أن ترقب وزن كل قطة بشكل يومي للتأكد من أنها تنمو وتكتسب وزنا بشكل مناسب. ومن الجدير بالذكر أن تحركات القطط الصغيرة الخارجة عن المألوف يمكن أن تشير إلى وجود مشاكل صحية. ومن الضروري هنا التدخل السريع وعرضها على الطبيب البيطري. ومن المهم في هذه المرحلة أن تقوم بإجراء تقييمات صحية أساسية مثل فحص العيون للتأكد من أنها بحالة جيدة. والتحقق من نظافة الأذنين والتحقق أيضا من الأنف للتأكد من رطوبته ولونه الوردي. وراقب إي علامات تدل على المرض مثل الكسل الإسهال أو صعوبة التنفس. لأن الكشف المبكر هو المفتاح لمعالجة المشاكل الصحية بشكل فوري. حدد مواعيد الزيارات البيطرية لبدء التطعيمات والحصول على إرشادات حول التدابير الوقائية. إن الفحوصات البيطرية ضرورية لضمان صحة وسلامة وراحة القطط الصغيرة وخصوصا في المراحل الأولى من حياتها.
5. التعريف التدريجي:
تعايش القطط مع بيئتها المحيطة وتعرفها عليها أمر في غاية الأهمية والضرورة. فمع نمو القطط الصغيرة يزداد فضولها ولعبها. ويعتبر التعريف والتعايش التدريجي أمرا أساسيا لتطوير ونمو قطط بالغة متأقلمة واجتماعية. أبدأ معها بالتعامل اللطيف والتجارب الإيجابية لتعزيز العلاقة بين القطط والبشر أيضا. اسمح للقطط الصغيرة باستكشاف محيطها في بيئة أمنة وتحت مراقبتك وإشرافك. حاول أن تعرضها بشكل تدريجي على مشاهد مختلفة وأصوات وروائح متنوعة. بحيث تتعرض تدريجيا وتتعرف على روتين المنزل الذي تعيش فيه. وفي حال كنت تمتلك حيوانات أليفة أخرى في المنزل من المهم أن تعرفها عليهم بطريقة تدريجية أيضا. في حال كان الوضع مناسبا مع ضمان مراقبتك وإشرافك على جميع التفاعلات بشكل إيجابي. ومن الجدير بالذكر استخدام التعزيز الإيجابي مثل الطعام المفضل والثناء والمحبة. لمكافأة السلوك الجيد. ولا تنسى أن الصبر أمر أساسي خلال هذه المرحلة. وأن كل قطة لها وتيرتها الخاصة لتطور والنمو الأمر الذي لا يجب إغفاله أبدا.
6. الفطام والطعام الصلب:
مع اقتراب القطط من مرحلة الفطام والتي غالبا ما تكون في عمر ثلاثة إلى أربعة أسابيع من العمر. يصبح تقديم الطعام الصلب أمرا ضروريا. أبدأ بتقديم طعام القطط العالي الجودة والغني بالعناصر الغذائية وإضافة الماء أو الملين المخصص للقطط الصغيرة. ضع المزيج على صحن مسطح مما يسمح للقطط الصغيرة باستكشافه بسهولة ورؤية قوامه. ومن ثم قم تدريجيا بتقليل كمية الملين أو الماء المضافة إلى الطعام لتتكيف تدريجيا مع تناول الطعام الصلب بشكل جيد. وبحلول سن الست إلى الثماني أسابيع يجب أن تكون القطط الصغيرة قد فطمت بشكل تام. ويعتمدون على نظام غذائي وطعام مناسب للقطط الصغيرة تأكد من توفير مياه نظيفة في جميع الأوقات وراقب تقدم القطط لإجراء التعديلات عند الحاجة. ولا تستهين أبدا بموضوع التغذية السليمة في هذ المراحل فهو أمر بالغ الأهمية لضمان استمرار نموهم وتطورهم بشكل صحي بدون أي مشاكل.
7. وقت التبني والبحث عن منازل دائمة ومحبة:
مع اقتراب القطط من السن المناسب للتبني عادة ما يكون حوالي ثماني أسابيع هو الوقت الذي حان فيه العثور على منازل دائمة ومحبة لهم ليعيشوا فيها. تعتبر عملية التبني المسؤولة ضرورية لضمان رفاهية القطط في بيئاتهم الجديدة. ابدأ عملية التبني بإجراء فحص دقيق لسجلات الراغبين بالتبني المحتملين. تأكد من أنهم لديهم القدرة على الالتزام بتوفير منزل آمن ومحب ودافئ للقطط. ومن المهم أن تقدم المعلومات اللازمة لمربي القطط الجديدة عن تاريخ صحة القطة التي تبنوها وحالة التطعيم وتفاصيل عن الزيارات الدورية للطبيب البيطري ومواعيدها بالإضافة إلى ذلك قدم توجيهات لأصحاب القطط الجديدة حول متطلبات الرعاية المستمرة لقططهم الأليفة. وشجعهم على متابعة الفحوصات البيطرية الدورية والتطعيمات وتوفير التغذية السليمة لتعزيز حياة صحية وسعيدة للقطط التي تم تبنيها.
رعاية القطط الصغيرة الحديثة الولادة هي تجربة ممتعة وفريدة من نوعها على الرغم من المسؤوليات التي تتطلبها بالإضافة إلى الجهد والتفاني والتفهم العميق لاحتياجات هذه الكائنات الصغيرة الرائعة. فمن خلال توفير الرعاية المثالية منذ لحظاتها الأولى من الحياة إلى مراحل تطورها الجميلة. ووضع الأسس الصحية والنفسية السليمة لتلك القطط لبدء وعيش حياة سعيدة وصحية بعيدا عن الاضطرابات والمشاكل الناتجة عن سوء التغذية والتعامل غير الصحيح في مراحلها الأولى. وفي حال كنت مربي لقطة أليفة أو مختص بالحيوانات والقطط الأليفة فإن تجربة الاعتناء ورعاية القطط الحديثة الولادة ومراقبة مراحل نموها وتطورها وتغير شكلها الجميل وسلوكها اللطيف المسالم. تشكل تجربة سحرية لا تعوض وتمنحك مشاعر حب والكثير من الطاقة الإيجابية وتشكل رابطا قويا بينك وبين القطط والحيوانات الأليفة عامة. ولا ننسى أبدا مدى أهمية الجانب الإنساني الذي تقوم به حيث إنك تساعد كائنات صغيرة وضعيفة لتقوى وتصبح بالغة. فمن خلال البدايات اللطيفة والتغذية الصحيحة والبيئة الدافئة و الفحوصات الدورية البيطرية و المراقبة اليومية و التعريف التدريجي انتهاء بعملية التبني المدروسة و غيرها من الأمور التي ذكرناها في هذه المقالة المفيدة فإنك تساهم في توفير حياة صحية و مثالية لكائنات صغيرة و مسكينة وتضمن أن تجد منازل محبة لتعيش فيها حياتها بحب و استقرار و سعادة.