تعرف الكلاب بكونها الصديق الأليف والوفي للبشر عبر التاريخ فهي تعتبر في كثير من الأحيان جزء لا يتجزأ من العائلات التي تربيها. وعلى الرغم من أن الكلاب تُعرف بتأثيرها الإيجابي ووجودها الذي يبعث على الفرح والسرور، ولكن هي كما البشر تماما قد تمر بفترات من القلق والتوتر والحزن في بعض الأحيان. وبالنسبة لك كمربي لكلب أليف من المهم جدا أن تدرك وتتعرف على الأسباب الأساسية لقلق وتوتر الكلاب حيث إن معرفة هذه الأسباب تسهل عليك عملية حل هذه المشكلة وبالتالي توفير بيئة داعمة ومريحة لصديقك الأليف الجميل. في هذه المقالة ستقدم لك بت بارن شرحا مفصلا للأسباب المختلفة التي قد تعاني منها الكلاب وتسبب لها القلق والتوتر إلى جانب الاستراتيجيات والطرق الوقائية والعملية لتخفيف توترها وتعزيز صحتها وراحتها.
أسباب قلق وتوتر الكلاب:
1. قلق الانفصال:
أحد أكثر مصادر القلق شيوعا لدى الكلاب هو خوفها من الانفصال عن مربيها. وخصوصا أن الكلاب بطبيعتها كائنات اجتماعية ومحبة ووفية لمربيها. وهي تعيش وترتاح نفسيا ضمن البيئات الاجتماعية والتجمعات. وبالتالي فإن فترات العزلة الطويلة يمكن أن تصيبها بالاضطراب والقلق من الانفصال. ومن أعراض الإصابة بقلق الانفصال السلوك التدميري والتخريبي والنباح الزائد والاضطراب وعدم الإحساس بالهدوء. وكمربي لكلب أليف من طرق التعامل الصحيح مع هذه الحالة هي أن تحاول قدر الإمكان عدم ترك كلبك بمفردة لفترات طويلة ومتكررة وفي حال كنت مضطر لتركه بشكل متكرر ولفترات طويلة حاول أن تبدأ معه بشكل تدريجي من خلال المغادرة لفترة قصيرة ومع الوقت قم بزيادة المدة ليدرك ويفهم أنه مجرد غياب مؤقت وأنك ستعود له وقم بإنشاء مساحة مريحة لكلبك مع ألعابه المألوفة وتسلياته المفضلة لتخفيف من شعورهم بالضيق والقلق أثناء غيابك.
2. الأصوات العالية:
الكلاب لديها حاسة سمع قوية جدا. مما يجعلها عرضه لتوتر والإجهاد الناتج عن الأصوات العالية غير المفهومة بالنسبة لها. فمثلا الكلاب تخاف من صوت الألعاب النارية والعواصف الرعدية وأصوات البناء فطبيعة الأصوات القوية والمفاجئة يمكن أن تثير الخوف والقلق في الكلاب. وللتخفيف من تأثير الأصوات العالية قم بإنشاء مأوى أمن لكلبك ليلجأ إليه في حال شعر بالقلق والتوتر ومن الممكن أيضا أن تستخدم أجهزة الضوضاء البيضاء أو الموسيقى الهادئة التي تحثها على الاسترخاء ولتغطي على الأصوات العالية بالإضافة إلى ذلك قم بتعويد كلبك على سماع طبقة الأصوات العالية من خلال رفع صوت التلفاز أو الموسيقى بشكل تدريجي بحيث تبدأ منخفضة وأبدأ برفع الصوت تدريجيا وقم بهذه التجربة بين الحين والأخر ليعتاد كلبك على جو الأصوات العالية.
3. التغيرات في الروتين:
الكلاب من الكائنات التي تحب الروتين والالتزام به لذلك فإن التغيرات غير المتوقعة والمفاجئة يمكن أن تكون مصدرا للقلق والإجهاد. فمثلا الانتقال من منزل للأخر أو التغيرات في روتين العائلة وأسلوب حياتها أو التعديلات في الجدول اليومي يمكن أن تفقد كلبك إحساسه بالأمان والاستقرار. لذلك من الضروري عليك كمربي لكلب أليف أن تحافظ قدر الإمكان على الروتين المعتاد لكلبك كأن تحافظ على جدول ثابت لتغذية كلبك ووجباته والوقت المخصص للنزهات ووقت اللعب وفي حال كانت التغيرات حتمية ولا مجال لتجنبها حاول أن تقدمها بشكل تدريجي لكلبك مما يتيح له التكييف معها ضمن وتيرته الخاصة وإدراكه المتدرج لها. لأن الاعتياد يولد الراحة لكلبك والروتين الثابت مهم بالنسبة له لذلك فكرة التدرج بالتغيرات تساعد بشكل كبير في التخفيف من الإجهاد والقلق والتوتر لكلبك.
4. القلق الاجتماعي:
الكلاب تماما كما البشر يمكن أن تعاني من القلق والتوتر الاجتماعي خاصة إذا لم يتم تدريبها اجتماعيا بشكل جيد أو أنها لم تعتد الاختلاط والتجمعات ويمكن أن يظهر لديها القلق الاجتماعي والخوف اتجاه الكلاب الأخرى والبشر أو اتجاه البيئات غير المألوفة. ولمعالجة هذا القلق الاجتماعي قدم كلبك تدريجيا للبيئات والتجارب الجديدة واستخدم أسلوب التعزيز الإيجابي مثل المكافأة والثناء وحاول خلق روابط إيجابية بين التجارب الجديدة وبين كلبك. ويمكن أيضا أن تسجل كلبا في نوادي خاصة بالكلاب ليعتاد الاختلاط مع غيره من الكلاب ويمكن أيضا أن تستشير مدربا محترفا ومختصا في سلوك الكلاب ليقدم لك الدعم والنصيحة الصحيحة.
5. الصدمات السابقة:
قد تعاني الكلاب التي لديها تاريخ من الإساءة أو الإهمال من اضطرابات وندوب عاطفية نتيجة الصدمات والتجارب السيئة السابقة ويمكن أن تظهر أثارها من خلال إحساسه بالقلق أو الخوف والتوتر في مختلف المواقف. لذلك من الضروري هنا التعامل مع الكلاب ذات التاريخ المؤلم، والصدمات بالصبر، والرفق، واللطف. حاول أن تنشئ بيئة هادئة وروتينية وداعمة له. ومن المهم هنا استشارة الطبيب البيطري أو الأخصائي في سلوك الحيوانات للحصول على إرشادات ونصائح حول كيفية التعامل الصحيح مع هذا النوع من الكلاب وكيفية مساعدته لتغلب على خوفه وتخليصه من القلق والتوتر.
طرق لتخفيف من التوتر والضغط الذي يشعر فيه كلبك
1. إنشاء مساحة أمنة خاصة بكلبك:
من المهم جدا أن تؤسس مكانا محددا في منزلك حيث يمكن لكلبك الانسحاب واللجوء إليه عندما يشعر بالقلق ويجب أن تكون هذه المساحة أمنه ومريحة ومجهزة بسرير خاص بكلبك وألعابه المفضلة. بالإضافة إلى بطانية أو وسادة عليها رائحة مربيها لتوفير الطمأنينة وتأكد من توفير هذه المساحة بشكل منظم ومرتب لكلبك وتواصل مع أفراد العائلة حول أهمية احترام مكانهم الخاص. الأمر الذي يتيح لكلبك أن يكون له مأوى خلال الأوقات الصعبة التي يشعر بها بالضيق والتوتر وتساعده على تعزيز شعوره بالأمان.
2. التعرض التدريجي:
بالنسبة للكلاب التي تعاني من قلق اجتماعي أو خوف من محفزات معينة يعتبر التعرض التدريجي استراتيجية قيمة وذات تأثيرات إيجابية. لذلك قم بتقديم وتعريف كلبك على الحالات التي يخاف منها بطريقة تدريجية وراقبه جيدا وادعمه وحاول أن تشعره بوجودك و بالأمان و حاول أن تكرر المحاولة في أوقات متفاوتة ولمدة أطول و ستلاحظ النتائج الإيجابية مرة بعد مرة و سيتخلص كلبك من خوفه و الراهب الذي يشعر به اتجاه الأشياء التي ترعبه.
3. المكافأة والثناء:
من المهم جدا أن تقوم بالثناء ومكافأة السلوك الإيجابي والهادئ لكلبك الأليف الجميل. مما يساعد كلبك على ربط هذه الحالات بنتائج إيجابية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة قد تستغرق بعض الوقت مع بعض الكلاب، ولكن الفوائد الطويلة الأمد تستحق الصبر والجهد لضمان راحة وسلامة كلبك.
4. الروتين والاستمرارية:
الكلاب من الكائنات التي تعشق الروتين وتشعر بالراحة والأمان ضمن روتين يومي ثابت ومستمر لذلك من الضروري جدا أن تحدد لكلبك أوقات معينة للطعام واللعب والنزهات والنوم والالتزام بها قدر الإمكان. حيث إن هذا التنظيم يساعد في جعل كلبك يشعر بالاستقرار والأمان ويقلل جدا من ظهور سلوكيات غير مرغوب بها ناتجة عن الشعور بالقلق والإجهاد. وفي حال كنت مضطر لتغير الروتين أو الجدول اليومي لأمر ما كأن تقوم بتغير جدول النزهة مثلا قم بإجراء تعديلات تدريجية حتى يتم تحديد الجدول الجديد. ومن الجدير بالذكر أن الاستمرارية والالتزام هي المفتاح لمساعدة كلبك على التكيف مع التغيرات دون أن تسبب إجهاد.
5. الألعاب التفاعلية:
يمكن أن يسبب الملل وعدم التحفيز الذهني إلى زيادة الشعور بالقلق والتوتر لدى الكلاب. لذلك من المهم جدا أن تقدم لكلبك الأليف الجميل الألعاب التفاعلية التي تشغل عقلهم وتوفر تحفيزا ذهنيا وجسديا مناسبا ومفيدا جدا للكلاب عامة. ويمكن أن تقدم له الألعاب التي توزع المكافأة أو الطعام أو ألعاب العض وألعاب حل اللغز. هذه الألعاب تعمل على إشغال كلبك ومنع إحساسه بالملل المسبب للقلق والتوتر وتساعد على توجيه انتباههم وسعادتهم. قم بتقديم الألعاب له بطريقة متناوبة ومنتظمة للحفاظ على جاذبيتها. مما يمنع كلبك من فقدان الاهتمام بها. حاول تقديم ألعاب جديدة بانتظام للحفاظ على إثراء بيئتهم وتحفيزهم العقلي.
6. طلب الاستشارة والدعم من المختص:
في حال كانت حالة القلق والتوتر التي يعاني منها كلبك شديدة وكنت تواجه صعوبة في التعامل مع سلوكيات معينة يعاني منها كلبك ولا تستطيع أن تجد حلا لها. فهنا من الضروري أن تبحث عن مساعدة مهنية من أخصائي في سلوك الكلاب أو من المدربين المحترفين. والذين سيقومون بتقييم الحالة ومعالجة مشكلات السلوكية المختلفة عند كلبك. بما في ذلك القلق والتوتر. كما ويمكن للمختص توفير استراتيجيات شخصية مصممة خصيصا لتلبية احتياجات كلبك الفريدة. حيث إن المختص يستطيع أن يقدم رؤى حول تقنيات تعديل السلوك وتمارين للتدريب لا يمكن لك كمربي لكلب أليف أن تضعها وتقوم بها.
7. طرق التهدئة الطبيعية:
من المهم لك كمربي لكلب أليف أن تستكشف وسائل التهدئة الطبيعية لمساعدة كلبك على الاسترخاء والتخلص من القلق. ونذكر لك منها موزعات الفيرومون المهدئة المتوفرة في شكل بخاخات أو أجهزة توصيل والتي تطلق نسخا اصطناعية من الفيرومونات التي تطلقها أمهات الكلاب والتي تشعر الجراء الصغيرة بالاسترخاء الشديد. يمكن لمثل هذه الوسائل أن تخلق بيئة مهدئة في منزلك. كما أن المكملات العشبية مثل البابونج أو جذور الختيمة معروفة بخصائصها المهدئة على الكلاب، ولكن يجب عليك أن تستشر الطبيب البيطري قبل اللجوء لاستخدام أي مكملات عشبية لضمان سلامة كلبك والتأكد من عدم تداخلها مع أي نوع أدوية في حال كان كلبك يتعاطى أي دواء. ويمكن لك أيضا اعتماد الأغطية أو السترات المضادة للقلق حيث توفر هذه الأغطية المضادة للقلق ضغطا خفيفا وثابتا له تأثير مهدئ حيث تم تصميم هذه الأغطية أيضا للتمايل بكلبك على غرار الطريقة التي يلف الآباء بها الرضع مما يوفر شعورا بالأمان.
8. الدواء:
في حالات القلق الشديد قد يتم النظر في استخدام الدواء كخيار أخير. وتحت إشراف الطبيب البيطري. قم بمناقشة فوائد و مخاطر المحتملة لاستخدام الدواء لكلبك وقد يتم وصف أدوية مثل مثبطات أو البنزوديازيبينات لإدارة القلق وامتصاص السيروتونين الانتقائية. من المهم العمل عن كثب مع الطبيب البيطري لتحديد الدواء المناسب وجرعته لكلبك. ويجب أن يكون الدواء جزءا من خطة علاج شاملة قد تتضمن تعديلات السلوك والتدريب وتعديلات في البيئة المحيطة بكلبك.
التعامل مع قلق وتوتر الكلاب يتطلب نهجا شاملا يتناول الأسباب الجذرية ويدمج استراتيجيات عملية لتعزيز صحة وراحة كل كلب على حده. ومن الجدير بالذكر هنا أن العثور على التوازن المناسب من التقنيات أمر يحتاج الصبر والوقت. ومن خلال فهم العوامل التي تسهم في قلق كلبك والالتزام بتطبيق الطرق المخصصة لعلاج القلق والتوتر وإنشاء بيئة داعمة لتعزيز جودة حياتهم وتذكر دائما أن التواصل المستمر والتعزيز الإيجابي والالتزام بالحفاظ على صحة كلبك العقلية والذهنية والعاطفية هي مكونات أساسية في خطة فعالة لإدارة القلق والتوتر والتخلص منهم. لا تتردد أبدا في البحث عن الإرشادات والنصائح من المختص في حال لزم الأمر حيث يمكن للخبراء والمدربين توفير رؤى عميقة وشاملة لحالة كلبك وبالتالي علاجها بطريقة صحيحة. ولا تنسى أن تزور موقع بت بارن والذي ستجد فيه الكثير من المقالات التي تساعدك في فهم سلوك كلبك والتعامل مع مشاكلة بطريقة صحيحة.