من المعروف لدى الجميع أن الكلاب من الكائنات المعروفة بكونها أفضل صديق للإنسان وتجلب له الفرح والسرور والطاقة الإيجابية والكثير من التجارب الجميلة التي يمكن أن يعيشها معه بالإضافة إلى الحب غير المشروط الذي تقدمه الكلاب لمربيها وللأسر التي تعيش معها. ولكن مع كل ذلك بالنسبة لبعض الأطفال قد يكون الأمر مختلف بعض الشيء. فبعض لأطفال قد يكون بالنسبة لها فكرة التفاعل مع الكلاب أمرا مرهقا ومثيرا للخوف والقلق. سواء كان ذلك ناتجا عن تجربة سابقة مؤلمة أو نتيجة لعدم التعود على الكلاب. بالتالي فإن مساعدة الأطفال على التغلب على خوفهم من الكلاب أمر مهم جدا لتعزيز العلاقات الإيجابية مع الحيوانات، في هذا المقالة ستقدم لك بت بارن شرحا مفصلا لطرق المتنوعة لبناء الثقة والروابط الإيجابية والقوية بين الأطفال والكلاب وطرق التعامل الصحيح معهم وقبل البدء بالشرح عن هذه الطرق دعنا أولا نتكلم قليلا عن طبيعة خوف الأطفال من الكلاب.
فهم طبيعة خوف الأطفال من الكلاب:
قبل التعمق في الحلول من الضروري جدا فهم الأسباب الجذرية لخوف الطفل من الكلاب. ومن أحد الأسباب الشائعة لخوف الأطفال من الكلاب هو التجارب الصادمة في الماضي. مثل السلوك العدواني الصادر عن الكلب أو بسبب عضة كلب أو بسبب التعرض لتصور سلبي للكلاب من قبل وسائل الإعلام أو الأشخاص الأخرين. بالإضافة إلى ذلك قد يطور بعض الأطفال في مخيلتهم فكرة الخوف من الكلاب بسبب عدم تعاملهم المسبق مع للكلاب أو نشوؤهم في بيئة لم تكن فيها الكلاب جزءا من الحياة اليومية.
الطرق الصحيحة لتعويد طفلك على الكلاب وبناء الثقة والروابط القوية بينهم:
1. التعرض التدريجي:
أحد أكثر الطرق فعالية لمساعدة الأطفال في التغلب على خوفهم من الكلاب هو من خلال التعرض التدريجي. أبدأ بتفاعلات صغيرة ضمن ظروف مناسبة وبيئة أمنة على سبيل المثال: قدم طفلك لكلب هادئ وودود من مسافة ليست بقريبة ولا بعيدة مما يتيح لطفلك بمراقبة سلوك الكلب دون أن يشعروا بالتهديد. ومع إحساس الطفل بالراحة قلل تدريجيا من المسافة بينهم وبين الكلاب وشجع التفاعلات اللطيفة بينهم. مثل السماح للطفل بتقديم مكافأة أو لعبة تحت إشرافك. المهم هنا التفاعل والتحرك ضمن وتيرة الطفل وبطريقة مضمونة تشعره بالأمان والسيطرة على الوضع.
2. التعليم والتعزيز الإيجابي
يمكن أن يقلل تعريف وتعليم الأطفال حول سلوك الكلب ولغة جسده من خوفهم بشكل كبير. لذلك من المهم أن تعرف طفلك على كيفية التعرف على علامات الكلب الودود واللطيف مثل هز الذيل والوضع المسترخي وأذنين متدليتين. ويمكن أن تساعدهم أيضا على فهم علامات التوتر أو العدوانية عند الكلاب مثل الأسنان المكشوفة أو الجسم المتصلب والعيون الحادة. ومن الجدير بالذكر أن التعزيز الإيجابي يلعب دورا حاسما في بناء الثقة وعندما يظهر الطفل سلوكا هادئا وواثقا حول الكلب قم بمدحه ومكافأته. حيث إن هذا الترابط الإيجابي يساهم في إعادة تشكيل تصورهم اتجاه الكلاب من مصدر للخوف إلى واحدة من التجارب الإيجابية.
3. التعلم بالمثل:
غالبا ما يتعلم الأطفال عن طريق مراقبة سلوك الآباء أو مقدمو الرعاية ففي حال كانوا يظهرون الخوف أو عدم الراحة اتجاه الكلاب فإن الأطفال أكثر عرضه لتقليد هذه السلوكيات والمشاعر. لذلك من الأمور الأساسية التي يجب على الكبار القيام بها هي أن يقدموا نموذجا للسلوك الهادئ والواثق عند التفاعل مع الكلاب. قدم الطرق الصحيحة للتقرب والتفاعل مع الكلاب مؤكدا على أهمية اللطف والرفق واحترام حدود كلبك الأليف الجميل. ومن خلال عرض مواقف إيجابية يمكن للكبار غرس شعور بالأمان والثقة في نفوس الأطفال.
4. التعلم التفاعلي:
استخدام أساليب تفاعلية لتعليم الأطفال معلومات مفيدة وتوعوية عن الكلاب. يمكن أن تقدم الكتب والفيديوهات والألعاب التعليمية التي تقدم رؤى قيمة ومفيدة حول عالم الكلاب وعاداتها وأهميتها كرفيق وفي للإنسان. ومن المهم هنا أن تختار مواضيع وقصص جذابة ومناسبة لعمر الطفل والتي تساعد أيضا في تعزيز الفضول الإيجابي حول الكلاب ويمكن أيضا إضافة فكرة زيارة الحدائق التي فيها كلاب حيث يمكن للأطفال مراقبة الكلاب في بيئة طبيعية ويمكن أن يكون هذا التعرض مفيدا في فك رموز الكلاب بالنسبة للطفل ومساعدته على إدرارك أن معظم الكلاب ودودة وتحب التواصل.
5. المساعدة المهنية:
في الحالات التي يعاني طفلك فيها من خوف مفرط وشديد من الكلاب بحيث أنها تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية. فهنا من الضروري اللجوء للمساعدة من الأخصائيين كعلماء نفس الأطفال أو الأخصائيين ذوي الخبرة في مجال الرهاب للعمل مع الطفل ووالديه للتعامل مع هذا الخوف والتخلص منه. وقد تشمل المساعدة المهنية علاج التعرض حيث يتم تعريض الطفل تدريجيا للكلاب في بيئة مراقبة وبطريقة مدروسة مما يسمح لهم مع الوقت ببناء الثقة مع مرور الوقت. إن هذا النهج العلاجي فعال جدا بشكل خاص في علاج الرهاب الخاص بالكلاب.
6. المشاركة والدعم العائلي:
إن إنشاء بيئة عائلية داعمة أمر أساسي لمساعدة الأطفال على التغلب على خوفهم من الكلاب. حث أفراد العائلة على المشاركة في عملية التعريض التدريجي وتعزيز السلوكيات الإيجابية. شارك المواضيع والموارد التعليمية مع العائلة كلها. معززا أهمية الفهم الجماعي لدورهم في مساعدة طفلهم على تخطي خوفه من الكلاب.
7. التعاطف والصبر:
من المهم جدا أن يفهم الوالدين أن التغلب على الخوف هو عملية تدريجية تحتاج إلى الوقت والصبر واللطف والعطف في التعامل مع الطفل. فحاول دائما أن تحترم وتقدر مشاعر طفلك وأثني على تقدمهم وشجعهم. بغض النظر عن عمر طفلك يعتبر الاستيعاب والصبر أمر أساسي حيث يمكن أن يزداد الضغط على الطفل خلال مراحل العلاج لذلك احتفل بالتقدم والإنجاز الذي يحققه طفلك مهما كان صغيرا وكن داعما له أثناء مراحل علاجهم.
مساعدة الأطفال على تخطي خوفهم من الكلاب رحلة معقدة نوعا ما وتتطلب الصبر والاستيعاب والتفهم لمشاعر ومستوى تفكير الطفل. بالإضافة إلى جهد تعاوني بين الآباء ومقدمي الرعاية والأخصائيين. من خلال توظيف هذه الاستراتيجيات وخلق روابط إيجابية مع الكلاب يمكن الأطفال من كسر حاجز الخوف والرهاب من الكلاب وبناء الثقة والاطمئنان. مما يمهد الطريق لعلاقة ودية مع الكلاب الأليفة الجميلة. تذكر أن كل طفل يشكل حالة خاصة ولا يجوز تعميم طرق واستراتيجيات العلاج على كل الأطفال على حد سواء، بل يجب عليك أن تفهم شخصية طفلك جيدا وتعرف ماهي طرق العلاج التي تناسب شخصيته ولذلك يعتبر تكييف الطرق وجعلها ملائمة لحاجات وشخصية طفلك أمر مهم جدا لضمان انتقال فعال وناجح من الخوف و القلق اتجاه الكلاب لحبهم و اعتبارهم صديق مفضل و محبوب لهم.