تتميز القطط بطبيعتها الغامضة والميالة للاستقلالية على الرغم من إنها تعتبر الصديق الأليف واللطيف للإنسان والتي تطفي على حياته الكثير من المرح والتجارب الجميلة والممتعة. ولكن في بعض الأحيان قد يصدر منها بعض السلوكيات الغريبة والتي تشكل لك أنت كمربي قطة أليفة تساؤل يصعب فهمه وتفسيره ومن هذه السلوكيات مثلا هي تجاهل ندائك لها وعدم التفاعل معك في بعض الأحيان الأمر الذي يدفعك لتعجب والحيرة عن أسباب هذا السلوك الغريب. لذلك فإن بت بارن ستقدم لك في هذه المقالة المفيدة شرحا مفصلا للأسباب التي تدفع بقطتك لهذا السلوك في التعامل معك.
1- طبيعتها وغريزتها التي تميل للاستقلالية
من أبرز العوامل الهامة التي تجعل قطتك تتجاهل التواصل معك والاستجابة لندائك هو طبيعتها وغريزتها التي تميل للاستقلالية والعزلة. فالقطط من الكائنات التي ولدت وحب الصيد والمطاردة وميلها للعزلة والاستقلالية متأصل في طباعها. فطبيعتهم الغريزية تدفعهم لاستكشاف محيطهم بأدق تفاصيله وفرض سيطرتهم عليه وعلى عكس الكلاب التي يمكن أن تتجمع كقطيع أو مجموعة فإن القطط تميل إلى الاستقلالية والاعتماد على النفس بعيدا عن فكرة التجمع كمجموعة أو قطيع. الأمر الذي يجعلها بطبيعتها لا تستجيب للأوامر والطلبات. لذلك فإن هذه النزعة للاستقلالية متأصلة في جيناتها من الأجداد إلى الإحفاد والتي تجعلها تفضل اهتماماتها الخاصة وعلى الاستجابة للنداء في بعض الأحيان.
2- تركيز انتباهها وسمعها على أصوات دون غيرها في كثير من الأحيان
أحد الأسباب التي تؤدي إلى تجاهل قطتك لندائك وعدم التواصل والاستجابة معك هو تركيز انتباهها وسمعها في بعض الأحيان على أصوات ومؤثرات دون غيرها فالقطط من الكائنات التي تتمتع بحاسة سمع قوية جدا تجعلها تميز صوت أدق وأبسط الأشياء التي تحدث في محيطها. فعندما تناديها باسمها قد تختار ألا ترد ولا تستجيب لندائك لأنها في بعض الأحيان تكون تركز على صوت أخر تسمعه ولو كان الصوت من بعيد يكون بالنسبة لها أكثر متعة وتحفيزا لحاسة السمع عندها وبالتالي يسيطر على انتباها أكثر من أي صوت أخر تسمعه. لذلك هذا السلوك ليس دليل على عصيان قطتك أو عدم مبالاتها بل إنه دليل على قدرتها العالية في التركيز على أصوات دون سواها.
3- التوقيت والرابط
القطط من الكائنات التي تحب الروتين وتعتاد عليه وهي غالبا ما تربط أصوات معينة أو نداء معين بفعل أو حدث معين. وفي حال كانت قطتك الأليفة الجميلة قد اعتادت على ربط ندائها باسمها مع فعل أخر غير محبب لها. مثل الذهاب للطبيب البيطري أو تقليم مخالبها أو الاستحمام بالتالي هنا سوف تقوم بتجاهل ندائك وعدم الاستجابة لك تجنبا للقيام بمثل هذه الأفعال. لذلك في حال لم تربط قطتك ندائك لها بفعل أو شيء إيجابي بالتالي فإنها لن تستجيب لك بل على العكس تماما سوف تقوم بتجنبك. لذلك فمن الضروري جدا لك أنت كمربي قطة أليفة أن تقوم بتأسيس رابط إيجابي وقوي أثناء ندائك لقطتك لتعزز مفهوم الاستجابة والتواصل كأن تربطه بفكرة المكافأة وتقديم طعامها الشهي لها أو قضاء وقت اللعب معها.
4- الحالة المزاجية والبيئة والمحيطة
القطط بطبيعتها شديدة التأثر بالبيئة المحيطة بها والذي ينعكس بالتالي على حالتها المزاجية والنفسية بشكل كبير جدا. فمثلا في حال كانت مستغرقة بفعل شيء ما أو أنها كانت مستغرقة باللعب أو الاسترخاء فبالتالي في مثل هذه الحالات لن تستجيب لندائك ولن تتواصل معك. والأمر مشابه أيضا في حال كانت تشعر بالقلق والتوتر حيال شيء ما الأمر الذي يجعلها تنسحب وتنطوي على نفسها وبالتالي فإنها لا تستجيب لمحاولات ندائك المتكرر ولا تتفاعل معها مطلقا. وفي مثل هذه الحالات يتوجب عليك أنت كمربي قطة أليفة وجميلة أن تفهم طبيعة قطتك وحالتها المزاجية بشكل جيد وأن توفر لها بيئة محيطة بها تكون أمنة وهادئة والتي تساعدها في التركيز والاستجابة لندائك والتفاعل والتواصل معك بشكل طبيعي وبدون أي تشويش.
القطط بطبيعتها تتمتع بنزعة الاستقلالية والتفرد في حياتها الأمر الذي يجعل سلوكها وتفاعلها معك يختلف بين الحين والأخر حسب الظروف والحالة المزاجية والنفسية والتأثيرات التي تمر بها. وفي حال شعر ت بالإحباط من تجاهل قطتك لك وعدم تفاعلها واستجابتها تذكر دائما أن القطط تختلف بطبيعتها عن طبيعة الإنسان والحيوانات الأليفة الأخرى. وبدلا من اعتبار سلوك التجاهل هذا عدم احترام أو عدم اعتبار لنا يمكن أن نأخذه من منظور أخر ونحترم طبيعتهم وغريزتهم التي تميل للعزلة والاستقلالية ونعمل على تطوير أساليب تواصلنا معها بما يتناسب مع طبيعتهم ومزاجهم.
بفهمك أنت كمربي قطة أليفة لطبيعة وغريزة قطتك ومزاجها وطريقة تركيز انتباهها على الأشياء وربطها للأشياء مع بعضها ستكون قادر على اختيار الطريقة الصحية للتعامل مع قطتك الألفية الجميلة. كبناء رابط إيجابي عندما تناديها باسمها وتقدم المكافأت والهدايا والطعام الذي تحبه كمكافأه لها على استجابتها لك بالإضافة إلى خلق بيئة مناسبة وهادئة جميع هذه الأمور تعتبر الحجر الأساس في حث وتحفيز قطتك على عدم تجاهلك والاستجابة لندائك والتواصل معك وأخيرا فإن الرابط بين الأنسان والقطط رابط مميز وقوي وقديم عبر التاريخ لكنه يتطلب بعض الفهم الصحيح لطبيعة التعامل مع القطط.
