القطط تلك الكائنات الأليفة الجميلة التي تزين منازلنا بوجودها الأسر وشخصيتها الفريدة وحركاتها اللعوبة بالإضافة إلى الكثير من أجواء الفرح والطاقة الإيجابية التي تنشرها في المكان الذي تعيش فيه، ولكن مع كل هذا القطط كائنات يكمن في داخلها كمية من العواطف المعقدة فهي مثلها مثل البشر قد تمر بأوقات تشعر فيها بالحزن. ومن المهم لك كمربي لقطة أليفة أن تغوص في عالم عواطف القطط وشخصيتها الفريدة وفهم الكثير من العوامل التي يمكن أن تساهم في حزن القطط. فإن فهمك الجيد والعميق لهذه العملية يسهل عليك كمربي لقطة أليفة التعامل مع قطتك وفهم حالتها والطريقة المناسبة لعلاج حالتها، وضمان سلامتها، وراحتها النفسية، والجسدية. لذلك فإن بت بارن تقدم لك في هذه المقالة شرحا مفصلا عن العوامل التي تؤثر على مزاج وعواطف القطط وتجعلها تشعر بالحزن والاكتئاب والانطواء في كثير من الأحيان.

العوامل التي تجعل القطط تشعر بالحزن والاكتئاب:

1. المرض والألم:

لفك شيفرات الحزن الصامتة يجب أن تضع في الحسبان أن قطتك قد تعاني من الألم والمرض ومن الجدير بالذكر هنا أن القطط بطبيعتها كائنات قوية جدا على المرض. ويمكن أن يكون التغير في سلوكها المعتاد وحزنها وانطوائها مؤشرا على معاناتها من مشكلة صحية. لذلك من الضروري هنا الالتزام بالفحوصات البيطرية الدورية فهي أمر مهم للكشف عن أي أمراض وألم تعاني منها القطط بصمت. حيث يمكن أن تسبب مشاكل الأسنان أو مشاكل الأعضاء الداخلية أو التهاب المفاصل إحساس بالإزعاج ومن الأعراض التي تظهر على القطط هي الكسل والحزن والانطواء وفقدان الشهية للطعام أو تغيرات في عادات الاهتمام الشخصية وفي حال لاحظت مثل هذه التغيرات على قطتك من المهم جدا أن تعرضها على الطبيب البيطري المختص.

2. التغيرات في البيئة:

القطط من الكائنات الشديدة التأثير بالبيئة المحيطة بها وأي تغير يطرأ على البيئة يشعرها بالتوتر والحزن فهي في طبيعتها تحب الروتين وترتاح بالالتزام به حيث إن التغيرات المفاجئة التي قد تطرأ على حياتها وروتينها أو مكان عيشها يجعلها تكتئب وتشعر بالحزن مثل الانتقال من منزل لأخر أو إعادة ترتيب الأثاث أو حتى إدخال حيون أليف أخر على المنزل كل هذه الأمور تجعلها تشعر بعدم الأمان الأمر الذي يؤدي بها إلى الحزن الاكتئاب. لذلك من الضروري جدا أن تحافظ على البيئة التي تعيش بها قطتك وتحاول قدر الإمكان الالتزام بروتينها اليومي كمواعيد الطعام وأوقات اللعب. وعندما تكون التغيرات ضرورية ولا مجال لتجنبها يمكن أن تقوم بها بشكل تدريجي وتمهيدي لقطتك الأمر الذي يقلل من أثارها على نفسية وشخصية قطتك. وحاول خلال مرحلة التغيرات أن توفر لها الأشياء المألوفة لتبقى من حولها الأمر الذي يخفف أيضا من آثار التغير ويقلل من مصدر الحزن الاكتئاب.

3. شعورها بالفقدان:

القطط من الكائنات الأليفة التي تتعلق بمربيها ورفاقها من الحيوانات الأليفة ويمكن أن يؤدي فقدان أحد أفراد العائلة أو أحد أصدقائها سواء من البشر أو الحيوانات الأليفة الأخرى إلى الحزن والشعور العميق بالفقدان. فالقطط لديها حساسية مفرطة في حال فقدت أحد مربيها وتدخل في مرحلة من الحزن الشديد والحداد عند وفاة أحد مربيها أو أحد أفراد الأسرة التي تعيش فيها. ومن المهم هنا السماح للقطط بالحزن بالطريقة التي تختارها مع ضمان تلقيهم الحب والرعاية طول فترة حزنهم ولتعافيهم وتقبلهم فكرة الفقدان وتخطيهم إياها.

4. نقص التحفيز:

القطط تعود بأصلها إلى أنها كائنات برية تكيفت وتطورت مع الزمن لتعيش مع البشر، ولكنها في طباعها وشخصيتها حافظت على غرائزها البدائية. وبالتالي فإن حاجتهم للتحفيز الذهني والجسدي أمر أساسي ومهم جدا لتلبية هذه الغرائز البدائية وطباعها. فقد تعاني القطط التي تعيش في شقق سكنية ضيقة على وجه الخصوص من نقص التحفيز البيئي. ولتلافي هذه المشكلة من المهم جدا أن تقوم بإثراء بيئتهم بالألعاب التفاعلية وجدار القطة وأعمدة الخدش وتخصيص وقت منتظم للعب للحفاظ على نشاط أذهانهم وأجسادهم. ومن المهم أدخال ألعاب الألغاز والألعاب التي تحاكي شكل وصوت وحركة الفريسة والتي تساعدها كثير في التحفيز الذهني والجسدي لأنها تحاكي التحديات التي تواجهها في البرية وتعمل على تحفيز وإرضاء غرائزها البدائية في الصيد والمطاردة والمراقبة.

5. فهم الطبيعة الاجتماعية للقطط:

تعتبر القطط من الكائنات التي لديها عدة شخصيات اجتماعية فبعض القطط قد تميل لتجمعات وتحب العلاقات الاجتماعية في حين أخر هناك الكثير من القطط تحب العزلة ولا تفضل الاختلاط الاجتماعي كثيرا. ومن الجدير بالذكر هنا أن التغيرات في المنزل أو إدخال حيوان أليف أخر على المنزل يمكن أن يسبب تعطيل في التفاعل الاجتماعي للقطة الأمر الذي يجعلها تشعر بالحزن. لذلك من الضروري الانتباه إلى كيفية تفاعل القطة مع الأخرين وضمان وجود المساحة الشخصية لقطتك في نفس الوقت يعتبر أمر أساسي. ومن المهم هنا توفير مساحات عمودية للقطط كجدران القطط أو أشجار القطط والتي تساعد كثيرا في توفير مكان مخصص للقطط تلجأ إليه في الحالات التي ترغب بها في العزلة. ومن الضروري التعامل مع النزاعات بين الحيوانات الأليفة وحلها في حال كنت تربي عدة قطط أو أكثر من حيوان أليف للحفاظ على بيئة متناغمة.

6. الشيخوخة والتقدم بالعمر:

من المعروف مع تقدم الكائنات عموما بالعمر وبلوغها مرحلة الشيخوخة تنخفض لديها القدرات الذهنية والجسدية كما قد تواجه مشكلات في الحصول على الراحة الجسدية وانخفاض في القدرة على التحمل الأمر الذي ينعكس سلبا على نفسيتها ويجعلها تشعر بالحزن والاكتئاب. لذلك تعتبر الرعاية البيطرية مهمة وضرورية في مثل هذه الحالات حيث إن الفحوصات الدورية للقطط الكبيرة بالسن تساعد في تحديد ومعالجة القلق المتعلق بالعمر. وتعديل بيئتهم وضبط نظامهم الغذائي وإدماج التمارين اللطيفة يساعدهم في تحسين نوعية حياتهم. حيث إن فهم الاحتياجات الفريدة للقطط المتقدمة بالعمر يساعدك كثيرا في تقديم الرعاية الاستباقية وتقديم الدعم والراحة اللازمة لهم.

7. تحديد عوامل الضغط البيئي:

تحديد العوامل الخارجية المسببة للقلق وحزن قطتك أمر مهم جدا ويساعد بشكل كبير في العمل على الحد منها وتخفيفها أو التخلص منها في بعض الأحيان. ومن العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر على قطتك وتشعرها بالاضطراب والحزن هي أصوات البناء العالية أو الأصوات الصاخبة عموما أو في حال كنت تعيش بجانب بيئة برية يمكن أن تسبب الإجهاد لقطتك بحواسها الحادة حيث إنها شديدة التأثر بسهولة ببعض الأصوات والأنشطة من حوالها والتي تحاكي غرازها البدائية ولا تستطيع أن تشارك بها بالتالي تجعلها تشعر بالحزن والإحباط. ومن المهم هنا تحديد وتقليل هذه العوامل وإيجاد بيئة سكنية هادئة ومريحة وتوفير أماكن آمنة مثل الأماكن المعزولة كشجرة القطة أو جدار القطة و التي يمكن للقطة الانسحاب إليها عندما تشعر بالضغط و يمكن أن تكون وسائل التهدئة مثل موزعات الفيرومون أو الطوق و التي تعتبر جدا مفيدة في تعزيز الجو الهادئ.

8. النظام الغذائي غير المتوازن:

النظام الغذائي المتوازن هو أساس صحة وسعادة القطط. ويمكن أن يؤثر نقص أو عدم التوازن الغذائي على صحتهم الجسدية والذهنية والنفسية. مما يؤدي إلى شعورهم بالحزن. لذلك من الضروري أن تستشير الطبيب البيطري ليقدم لك النظام الغذائي المناسب لحالة وعمر واحتياجات قطتك ومن المهم أن تختار طعام القطط ذو الجودة العالية الغني بالبروتين والعناصر الغذائية الأساسية والذي يساهم في نشاطهم وتوازنهم النفسي والجسدي والعاطفي ويجنبهم الحزن والاكتئاب.

9. النظافة:

القطط من الكائنات التي تهتم بنظافتها وتحب النظافة في كل شيء. وأي انحراف أو تغير في روتين عناية القطة بنفسها قد يشير إلى عدم الارتياح أو المرض. لذلك من المهم الالتزام بجلسات العناية الدورية والتي تشمل تسريح الشعر وفحص الأسنان والاهتمام بالصحة الفموية و تقليم الأظافر و الاهتمام بنظافة الأذنين فالاهتمام بالنظافة يمكن أن يساهم في تجنب المشاكل الصحية المحتملة و تساهم في سعادتهم و راحتهم ويجب أيضا تجنبهم مشاكل الأسنان و المشاكل الجلدية أو مشكلة السمنة التي يمكن أن تعيق قدرتهم على العناية بنفسهم مما يجعل نظافة القطط جانب مهما يعتمد عليك بالدرجة الأولى.

10. المكملات العلاجية لتخفيف من حزن قطتك:

إن المكلمات العلاجية مهمة جدا في ضمان راحة واسترخاء قطتك الأليفة الجميلة من هذه العلاجات نذكر العلاجات العشبية والعلاج بالروائح أو علاج بالموسيقى. كل هذه الأمور يمكن أن تشكل مكمل مساعد للعلاجات البيطرية التقليدية. بعض القطط تستجيب بشكل إيجابي للروائح المهدئة أو الموسيقى المريحة أو للتدليك اللطيف ومع ذلك من الضروري استشارة الطبيب البيطري قبل إدخال أي علاج جديد لضمان أمن وسلامة قطتك ولتلبية احتياجاتها

إن الفهم الصحيح والعميق لأسباب حزن قطتك هو عملية متعددة الجوانب تتطلب ارتباطا عميقا وتواصلا مستمرا مع القطط. والالتزام بالفحوصات البيطرية الدورية وتوفير بيئة مستقرة أمنة وهادئة وبالإضافة إلى التركيز على توفير التحفيز العقلي والجسدي وإثراء البيئة بالأمور التي تساعد القطط على التحفيز والنشاط. ومراعاة شخصيتهم الاجتماعية. بالإضافة إلى توفير نظام غذائي متوازن والحفاظ على نظافتهم كل هذه الأمور تساهم بشكل مباشر وكبير في الحفاظ على سعادة وراحة قطتك. ومن خلال معالجة الأسباب الجذرية للحزن وتعزيز رفاهيتهم بشكل فعال. كما أنك تساهم بشكل كبير في تقوية الرابط بينك وبين قطتك الأليفة الجميلة. فالتزامك بكل هذه الأمور التي ذكرناها تساعد في توفير بيئة عيش متناغمة ومليئة بالفرح تثري حياتك وحياة قطتك الأليفة الجميلة وتجعلها مليئة بالفرح والسعادة.